بدأت المرحلة الأولى من الانتخابات فى جو يسوده التفاؤل والاستقرار الأمنى والهدوء النسبى، والحمد لله لم تقع حوادث اصابات أو قتل من البلطجية مثلما كان يحدث فى الماضى، وما كان لافتاً للنظر هو ظاهرة اختفاء هؤلاء البلطجية إلا فيما ندر . وللحقيقة هذا يبعث على النفس الاستغراب والعديد من علامات الاستفهام مثل:- أين ذهبت جحافل البلطجية التى عاثت فى طول البلاد وعرضها فسادًا وفوضى ؟ وإذا كان بالإمكان فرض السيطرة الأمنية بهذا الشكل وبهذا الحسم، فلماذا لم يتم فرضها من قبل ؟ ولماذا بمجرد انتهاء المرحلة الأولى من الانتخابات عادت فلول البلطجية للظهور مرة أخرى وهاجموا ميدان التحرير؛ مما أدى إلى وقوع أكثر من 70 مصابًا ؟! ولماذ لم تستطع الأيادى والأجندات الخارجية أن تعبث وتؤثر على سير العملية الانتخابية ؟ وبما أن الأجهزة الأمنية استطاعت إحكام السيطرة الأمنية إلى هذا الحد، فلم يعد من المقبول أن نرى بعد ذلك أى انفلات أمنى بسبب أعمال البلطجة أو ترديد نغمة الأصابع والأجندات الخارجية التى مللنا كثيراً من سماعها. أعتقد بعد انتهاء الانتخابات التى أرجو من الله أن تكتمل على خير يجب أن يقدم الدكتورعصام شرف للسؤال والمحاكمة عما حدث من أعمال القتل والبلطجة وتردى الأوضاع الاقتصادية خلال الفترة التى قضاها رئيساً للوزراء فهو يعد أبرز المسئولين عن ذلك . ولزاماً بعد ذلك أن يحاسب كل مسئول بعد ذلك ويقدم لنا كشف حساب عن الفترة التى قضاها فى موقع المسئولية. وأيضاً لابد من تقديم اللواء منصور العيسوى وكل أعوانه للمحاكمة على قتل 42 شهيدًا وإصابة الآلاف بلا ذنب أو جريرة وعن إطلاق تلك الأطنان من الغازات القاتلة التى حصدت أرواح المصريين بلا رحمة أو شفقة . ويجب أن تكون تلك المحاكمات عادلة وناجزة ولا تكن مثل ما سبقها من محاكمات لم يقل فيها القضاء كلمته إلى الآن ويعلم الله متى سيقل كلمته . كما أرجو من أى فصيل ستكون له الغالبية فى البرلمان عند تشكيل الحكومة الجديدة أن تكون هناك أكثر من حقيبة وزارية لرجالات الثورة الذين ضحوا بالغالى والنفيس، والذين لولاهم ما قامت هذه الثورة ولولاهم ما كان لهذا الفصيل مكان تحت قبة البرلمان . ولهذا الفصيل - أياً ما كان - أقول له لا تنسى أن الشعب هو الذى جاء بك وبإرادته إلى البرلمان وهو قادر على الإطاحة بك ولا تنس أنه قد أطاح وخلع من هو أعتى منك وأنه لن يفرط فى حقوقه مرة أخرى . وأرجو أيضاً من الدكتور كمال الجنزورى أن يضع ذلك نصب عينيه ولا ينسى أن ذلك الشعب سيحاسبه يوماً ما . أرجو أن نتعلم من أخطاء الماضى حتى لا يتكرر ما حدث خلال الأشهر السابقة وما قبلها فى الحاضر والمستقبل . حتى تنهض مصرنا من كبوتها وحتى لا تنتحب مصر مرة أخرى .... (رب همة أحيت أمة). [email protected]