عاد مجددًا الحديث عن "مصالحة مجتمعية" بين طرفي الصراع الحالي النظام و"الإخوان المسلمين"، بعد أن وسبق وتم طرح عشرات المبادرات إلا أنها جميعًا ذهبت أدراج الرياح وكان مصيرها الفشل. وأعرب الداعية السلفي محمد حسان عن استعداده لقيادة مصالحة سياسية واجتماعية في مصر بين السلطة والمعارضة لأن مصر لن تستطيع أن تستمر إلا بمصالحة مجتمعية. وأضاف في تسجيل صوتي له أمس قائلاً: "مازلت مستعدًا لقيادة مصالحة لكن المصالحة لها شروط يمكن تفصيلها مرة أخرى، لكن من ضمن هذه الشروط تحقيق القصاص لمن تم قتلهم بلا حق، والعدل أولاً، كما يجب على كلا الطرفين أن يتنازل عن جزء من حقوقه لمصلحة مصر". الأمر لم يقتصر على حسان بل ذهب إليها أكثر الوجوه الليبرالية المعروفة بتأيدها لأحدث 3 يوليو والرئيس عبدالفتاح السيسي وعدائها الواضح لجماعة الإخوان، كان من بين هؤلاء الدكتور أسامة الغزالي حرب، رئيس مجلس أمناء حزب "المصريين الأحرار" والدكتور رفعت السعيد رئيس المجلس الاستشاري لحزب "التجمع". وشدد الغزالي حرب خلال مقابلة تليفزيونية على ضرورة مصالحة النظام مع جماعة "الإخوان المسلمين"، على المدى البعيد لأنها فصيل سياسي وطني مصري. أما رفعت السعيد، فقال في تصريح له، "إن الإخوان جزء من النسيج المصري"، مضيفًا: "هم جزء من النسيج المصري إما أن نقبلهم أو نكون غير مصريين"، قبل أن يتراجع عن ذلك. في المقابل، قال الدكتور محمد سودان، القيادي بجماعة الإخوان المسلمين، وأمين لجنة العلاقات الخارجية بحزب "الحرية والعدالة"، إنه لا يعلم شيئًا عن موضوع المصالحة. وأضاف سودان ل"المصريون" معلقًا على قيادة الشخصيات المذكورة لمصالح: "إن هذا الخليط الليبرالي واليساري والسلفي لايجتمعون علي رأي إلا بأوامر من المجلس العسكري". وتابع سودان: "إن كان النظام العسكري يريد التصالح مع من وصفهم ب"رافضي الانقلاب"، فلديهم رئيس الدولة محمد مرسي المتهم زورا تحت أيديهم بسجون "العسكر"، وكذا مرشد الإخوان، محمد بديع، وغيرهم من قيادات الأحزاب والحركات الرافضة ل"الانقلاب"؛ فليذهبوا إليهم و يتفاهموا معهم لحل هذه الأزمة التي هم جميعًا شركاء فيها من أول لحظة". من جهته، علق أكرم كساب، عضو جماعة "الإخوان المسلمين"، قائلاً: "السيسي اللي ماسك الروموت كنترول حرك ووجه الإريل جهة المصالحة". وأوضح كساب ل"المصريون" أن "الموضوع يتلخص في أن هناك تخوف من الإعدامات، ويبحث السيسي عن مخرج له ولعسكره من مستنقع الدم الذي ملأ الوطن وسيزداد بالإعدامات". وأضاف أنه "في هذا التوقيت تخرج من وصفها ب"الكائنات المستأنسة" من بياتها الشتوي لتتحدث عن المصالحة، مضيفا أن هناك من سيرفض هذه المصالحة، وهم المتورطون كالإعلاميين، لأن هؤلاء يخافون على أنفسهم". وأكد كساب أنه يرحب بالمصالحة مع أي فصيل، ومقتنع بضرورة التنازل عن سقف المطالب؛ لكن بشروط مصالحة مشروطة بالقصاص من كل قاتل، ولا تنازل عن الدماء والأرواح".