حاول عشرات من أنصار حزب "التيار الوطني الحر"، أحد أبرز القوى السياسية المسيحية في لبنان، اليوم الخميس، اقتحام الطرقات المؤدية إلى مقر الحكومة اللبنانية(السراي الكبير) وسط بيروت، في إطار اليوم الثاني من تحركهم في الشارع احتجاجا على ما يعتبره رئيس التيار النائب ميشال عون "تهميش المسيحيين في النظام اللبناني". في الوقت الذي تهجّم المحتجون على الجيش اللبناني الذي يضرب طوقا أمنيا مشددا في محيط المكان، ووصفوه بأنه "جيش داعش". وبحسب مراسل "الأناضول"، حاول المتجمهرون اقتحام الحواجز البشرية التي شكلها الجيش اللبناني عند مداخل الطرق المؤدية الى مقر الحكومة، متهجمين على الجيش اللبناني بالضرب والشتائم، واصفين إياه بأنه "داعش من عرسال(بلدة لبنانية على الحدود مع سوريا)". وأكد الجيش في بيان له اليوم الخميس، أنه "نظراً إلى تصاعد التجاذبات السياسية في البلاد، والمترافقة مع بعض الاحتجاجات الشعبية على عددٍ من المسائل المطروحة، يهمّ قيادة الجيش التأكيد بأن المؤسسة العسكرية لن تستدرج إلى أيّ مواجهة مع أي فريق كان، وأن هدفها هو حماية المؤسسات الدستورية والممتلكات العامة والخاصة، وسلامة المواطنين، إلى جانب تأمين حرية التعبير لدى جميع اللبنانيين، في إطار القوانين والأنظمة المرعية الإجراء". وأصيب عدد من العناصر الأمنية وعناصر الجيش بجروح ونزيف نتيجة الضرب من قبل المتجمهرين، فيما قامت سيارات عسكرية تابعة للجيش بنقل المصابين، بحسب مراسل "الأناضول". ومنذ صباح اليوم الخميس، يحاول أنصار "عون" اقتحام الطرقات المؤدية الى السراي الكبير وسط بيروت، مطالبين بوصول عون الى سدة رئاسة الجمهورية التي لاتزال فارغة منذ انتهاء ولاية رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان في 25 أيار/مايو 2014 وفشل المجلس النيابي بانتخاب رئيس على مدى 25 جلسة عقدها. ويضرب الجيش اللبناني طوقا أمنيا مشددا في المكان، الى جانب عناصر من الشرطة وعناصر جهاز (مكافحة الشغب). ووصف التلفزيون التابع للتيار، الجيش اللبناني الذي يؤمن حماية مقر الحكومة بأنه "عسكر تمام سلام(رئيس الحكومة)"، قائلة في إحدة نشراتها الإخبارية إن "عسكر تمام سلام يعتدون بالضرب على مناصري التيار الوطني الحر وسط بيروت". كما وصف الموقع الالكتروني الرسمي للتيار رئيس الحكومة بأنه "داعشي" نسبة الى تنظيم "داعش"، وأضاف: "يا شعب لبنان العظيم... الداعشي سلام يهين المسيحيين ووزراء التيار.. كرامتكم بالدقّ(على المحك)". وكان التيار، أعلن قبل أيام، على لسان عدد من قياداته، أنه سيبدأ تحركات احتجاجية تصاعدية على الأرض، اعتراضا على "تهميش التمثيل المسيحي في النظام اللبناني"، وهدد بالعصيان المدني وقطع الطرقات. ويطالب التيار ب"إجراء انتخابات نيابية ورئاسية في البلاد"، ومن المتوقع أن يستمر التيار، المنضوي في تحالف "8 آذار"، الذي يقوده حزب الله، ويدعم رئيس النظام السوري، بشار الأسد، بتحركاته في الشارع خلال الأيام المقبلة.