قال مراسل صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية تسفي برئيل إن حركة حماس لا تعتبر مشكلة لمصر, بل المشكلة هي التنظيمات التي تعمل في سيناء, وعلى رأسها تنظيم الدولة "داعش", حسب تعبيره. وأضاف المراسل في تقرير نشرته "هآرتس" في 5 يوليو أن "الربط الذي قام به النظام المصري بين الإخوان المسلمين وحماس والميليشيات الجهادية في سيناء خلق الانطباع بأن النظام يبحث عن أسباب سياسية لتبرير حربه ضد الإخوان، لكن ليست لديه براهين حقيقية حول الصلة العسكرية بين الإخوان المسلمين وباقي التنظيمات". وتابع " لا أحد يعرف كم من الإرهابيين شاركوا في الهجمات الأخيرة في الشيخ زويد، كما يصعب تقدير عددهم في جميع أنحاء سيناء". وفجر المراسل مفاجأة مفادها أن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول أن "حماس هي داعش وداعش هي حماس", لم تجد آذانا صاغية في العالم, بل وتبخرت أيضا, على حد قوله. وتابع "بخلاف التقديرات الإسرائيلية، فإن الحكومة المصرية تريد الحفاظ على الصلة مع حماس، والتفريق بينها وبين داعش"، مشيرا إلى أنه بعد تنصيب الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، بدت مظاهر الانفتاح بعلاقة مصر بحماس, .واستطرد " في المرات السابقة, سارعت مصر إلى اتهام حماس بالعمليات في سيناء، إلا أن هذا لم يحدث في الهجمات الأخيرة". وكان الجيش المصري أعلن في بيان له أن 17 من أفراده بينهم أربعة ضباط استشهدوا في هجمات في مطلع يوليو استهدفت أكمنة في الشيخ زويد ورفح في شمال سيناء بواسطة سيارات مفخخة وأسلحة ذات أعيرة مختلفة. وبدوره, قال تنظيم "ولاية سيناء" في بيان له إنه هاجم 15 موقعا عسكريا, في حين تحدث الجيش المصري عن استهداف خمسة أكمنة فقط من مسلحين كانوا يستقلون عربات مزودة بأسلحة مضادة للطيران. وقال الجيش المصري أيضا إن سبعين مسلحا شاركوا في الهجمات, وحسب شهود عيان, حاصر مسلحون قسم شرطة مدينة الشيخ زويد ودمروا آليات في محيطه, بينما قال تنظيم ولاية سيناء إنه استولى على مدرعات وذخائر. وقالت مصادر ل"الجزيرة" إن المهاجمين استخدموا أسلحة ثقيلة وصواريخ مضادة للدروع. وتدخلت مروحيات "أباتشي" بدءا لصد هجمات المسلحين على الأكمنة والمواقع العسكرية, وتدخلت لاحقا طائرات "إف 16". وتعد هذه الهجمات المنسقة الأعنف التي يتعرض لها الجيش المصري في شمال سيناء, وسبقتها في ينايروإبريل من هذا العام وأكتوبر من العام الماضي هجمات قتل فيها نحو مائة عسكري. ودفعت تلك الهجمات السلطات المصرية إلى إعلان حالة الطوارئ في بعض مناطق شمال سيناء بالتزامن مع إقامة منطقة عازلة على الشريط الحدودي مع قطاع غزة, وشن الجيش والأمن منذ خريف العام الماضي حملات أسفرت عن مقتل مئات المسلحين، حسب أرقام رسمية.