حذّر العضو المؤسس في حركة "رشاد" الجزائرية المعارضة الديبلوماسي السابق محمد العربي زيتوت، من أن مصر تتجه لتكرار ما أسماه ب "نموذج الحرب القذرة" الذي جرى في الجزائر تسعينات القرن الماضي وخلف مئات الآلاف من القتلى والمفقودين والنازحين، لكنه أكد أن الظروف الإقليمية والدولية الراهنة ستكون في النهاية لصالح كفة الثورة المصرية على الرغم من فداحة الثمن. وحمّل زيتوت في تصريحات ل "قدس برس" ما وصفه ب "الانقلاب" في مصر مسؤولية جر البلاد إلى "الحرب القذرة"، وقال: "لقد بدأ الاعتداء من النظام على الناس، وهؤلاء منهم من يخضع ويركن ويلوذ بالصمت، ومنهم من يهرب إلى الخارج ومنهم من يرد بالسلاح، هونا تدخل جهات أخرى محلية وإقليمية ودولية للعبث بالبلاد". وهذا هو ذات النموذج الجزائري، استبداد وطغيان وإجرام بحق المواطنين يؤدي إلى رد فعل من أطراف عنيفة، فتدخل جهات استخباراتية محلية وإقليمية ودولية فتحولها إلى حرب قذرة، وهذا هو ما سيحدث حتما في مصر، على اعتبار أن ذات العقلية العسكرية هي التي تدير المعركة". وأضاف: "لقد كانت أولى زيارات السيسي الخارجية بعد تنصيبه رئيسا إلى الجزائر، وكان ذلك مؤشرا واضحا أن مصر تسير على خطى الجزائر". لكن زيتوت نوه إلى أنه "يجب التنبيه إلى أن الوضع الآن مختلف عما كان أيام الانقلاب الأولى في الجزائر، فقد شن جنرالات الجزائر حربهم خلف أسوار إعلامية مغلقة، لأن العالم مغلقا إعلاميا، ولم تكن هناك فضائيات تغطي ولا انترنت، كما أن ثوار الجزائر يومها خاضوا ثورتهم من دون سند خارجي على خلاف السند والتأييد الدولي اليوم للثورة المصرية، ثم إن الانتفاضة الجزائرية جرت ولم يكن هناك ربيع عربي كما هو الواقع الحالي". ولم يستبعد زيتوت أن يمضي النظام الحاكم في مصر في تنفيذ بعض أحكام الإعدام، لكنه أكد أن ذلك سيكون إشعالا للثورة المصرية، وقال: "أعتقد أن الخيار الأمني في مواجهة المنتفضين أثبت فشله في سورية وليبيا واليمن وتونس وغير ذلك، ولذلك فالنظام فى مصر يكررالخطأ نفسه، وربما يقدمون على إعدام بعض قيادات الإخوان وربما الرئيس محمد مرسي أيضا، لكن ذلك سيؤجج الثورة المصرية، وسيكون مدخلا لرحيل العسكر الفاسد الخائن في نهاية المطاف لصالح العسكر الوطني الحامي للشعوب والأوطان، وليس المتآمر عليها"، على حد تعبيره.