في 25 نوفمبر ومنذ 144 سنة أي سنة 1867 م ولد الرائد الفذ محمد طلعت حرب احد كبار رجال الاقتصاد فى تاريخ مصر العريق بمنطقة قصر الشوق فى حى الجماليه بالقاهره وامضى دراسته الثانويه فى مدرسة التوفيقيه ثم تخرج بعد ذلك من مدرسة الحقوق(كلية الحقوق حاليا) فى عام 1889 . قدم العديد والعديد من الاسهامات الرائعه فى تاريخ الاقتصاد المصرى ومنها على سبيل المثال تأسيس بنك مصر وشركة مصر للطيران وشركة مصر للغزل والنسيج بالمحله الكبرى (غزل المحله). كان طلعت حرب يؤمن بأن تجديد الاقتصاد في مصر في بلد زراعي متخلف لن يتم إلا إذا ازدهرت الثقافة واستنارت العقول بالأفكار الجديدة والثقافة الرفيعة- ولم يكن كرجال الأعمال من أعمدة النظام السابق الذين كانت عقيدتهم النهب والسيطرة على كل شيء - ، وكان يؤمن أيضا بأن الثقافة استثمار كبير. إيمانا منه بضرورة تدعيم الثقافة والفنون ونشر الوعي ومن ثم قام بتأسيس شركة مصر للتمثيل والسينما "استديو مصر" لإنتاج أفلام مصرية لفنانين مصريين مثل أم كلثوم، عبد الوهاب وغيرهما، وقد أنتج أستوديو مصر فيلما قصيرا لمدة عشر دقائق للإعلان عن المنتجات المصرية. كما أنتج نشرة أخبار أسبوعية عن الأحداث في مصر يتم عرضها في دور العرض قبل بداية أي فيلم، وقام أستوديو مصر بإرسال البعثات الفنية من المصريين إلى أوروبا لتعلم فنون التصوير والإخراج والديكور والمكياج فسافر أحمد بدرخان - موريس كساب (إخراج)، حسن مراد - محمد عبد العظيم (تصوير) - مصطفى والي (صوت)، ولي الدين سامح (ديكور)، نيازي مصطفى (مونتاج)، وتم تعيين الفنان أحمد سالم مديراً لاستوديو مصر. أكد طلعت حرب على أهمية السينما وخطورة دورها عندما قال "إننا نعمل بقوة اعتقادية وهي أن السينما صرح عصري للتعليم لا غنى لمصر عن استخدامه في إرشاد سواد الناس". وفضلا عن دوره فى ظهور العديد من الوجوه السينمائيه المشرقه والتى دعمها بقوه والتي ذكرنا بعضا منها سالفا وكانوا النواة الأولى للعمل الفني في مصر والعالم العربي ، قام بانتاج العديد من الافلام البارزه من خلال (ستوديو مصر) ومن تلك الافلام دنانير- وداد- العزيمه- فاطمه ، ويقدر انتاج ستوديو مصر من الافلام ب 182 فيلم. وكان أول فيلم تم إنتاجه فيلم (وداد) عام 1935 لكوكب الشرق أم كلثوم ومنذ افتتاح هذا الصرح السينمائى الكبير وحتى الآن شهد تطوراً كبيراً في كافة المجالات سواء الفنية أو التكنولوجية في مجالات الديكور والتصوير والمونتاج وكذلك البلاتوهات المخصصة للتصوير وقد كان لاستديو مصر دوراً ايجابياً في تاريخ الإنتاج السينمائى الرفيع في مصر وساهم في أن يدعم موقع مصر الريادى في المجال الفنى ويؤكد جدارتها في أن تكون عاصمة الفن في الشرق.وقد كان اقتناع طلعت حرب بدور السينما والفن فى حياة الاوطان والشعوب طريقه لكنابة اسمه بحروف من نور فى تاريخ السينما المصريه . كان طلعت حرب متعدد المواهب، ولولا إخلاصه وتفرغه لدعم ومساندة ثورته الاقتصادية لأصبح واحدا من كبار المفكرين والكتاب العرب حيث بدأ حياته بتأليف الكتب خاصة وهو يمتلك الموهبة والأسلوب الجميل والفكر القوى وقد اشتغل بالصحافة وكانت له آثار صحفية وأدبية بارزة، كما كانت له معاركه الفكرية الكبيرة والمؤثرة حيث خالف قاسم أمين في قضية تحرير المرأة حيث كان طلعت حرب محافظا في أفكاره ويقدس تقاليد الآباء والأجداد مع ميل إلى التجديد والاقتباس من كل مايفيد وينفع من مخترعات الأوروبيين وأفكارهم. ما أحوج مصر وهي في انطلاقتها لتأسيس جمهورية جديدة وقوية بعد ثورة 25 يناير إلى رجال أعمال مثل طلعت حرب يبنون بلدهم في كل المجالات ويؤمنون بدور الفن والثقافة في الرقي والتقدم ، وليس كل همهم أن تتضخم ثرواتهم وتصبح خزائنهم تنوء العصبة أولو القوة بحمل مفاتيحها ثم يأتى أمر الله فيخسف بهم وبخزائنهم الأرض ويكون مقرهم ومستودعهم في الدنيا طره وفي الأخرة علم ذلك عند ربي ..