يتوقع خبراء الاقتصاد أن تكون ظاهرة الاحتباس الحراري كارثة جديدة تهدد قناة السويس والاقتصاد المصرى . وأوضح الخبراء بأن هذه الظاهرة نتجت عن كارثة بيئية مدمرة قد تحلق فى الواقع دفعة اقتصادية حيث إن القمم الجليدية القطبية تنحسر بوتيرة سريعة،خلال حوالي من 30 – 40 عاما فيما ستكون البحار الشمالية خالية تماما من الجليد بالنسبة لبعض الأجزاء من العالم ومن شأنه ظهور قطب شمالي خالٍ من الجليد أن يقدم فرصا ليس فقط فرصا لاستغلال الموارد الطبيعية غير المستغلة، ولكنه أيضا سيكون نعمة كبرى للتجارة الدولية حيث سيفتح قنوات جديدة للنقل البحري في المنطقة بحسب ما ذكرت ساسة بوست نقلا عن ترجمة عنGlobal Warming Spells Disaster for the Suez Canal and Egyptللكاتب Harald Viersen . وأضاف الخبراء بأن تلك القنوات الجديدة ستؤدى لظهور طريق مختصر بين المحيطين الهادي والأطلسي شمال روسيا، والذي يعرف تاريخيا باسم الممر الشمالي الشرقي، والذي سوف يخفض بشكل جذري أوقات السفر بين أوروبا والشرق الأقصى. وأشار الخبراء بأن هذا المكسب الاقتصادي العالمي سوف يخلق خسارة كبيرة لمصر لافتين إلى إنه حين تبدأ السفن سلوك طريق الشمال، فإن الإيرادات من عبور السفن عبر قناة السويس، والتي تعد واحدة من المصادر الرئيسية في مصر للدخل وللعملة الأجنبية، سوف يتم خفضها مما يسبب كارثة للاقتصاد المصري وللدولة وللشعب. وألمح إلى أن وسائل الإعلام لم تعر انتباها كافيا للممر الشمالي الشرقي مكتفيين بالترويج لتوسعة قناة السويس المتوقع الانتهاء منها خلال هذا الصيف، بتكلفة 8.4 مليار دولار، والذى يتم اعتباره أعظم انتصار حققته مصر في الآونة الأخيرة مرجحين إلى كون ظاهرة الاحتباس الحرارى قد تصبح المأساة الاقتصادية للبلاد مما يزيد الأخطار التي تهدد استمرار ربحية القناة، مما يفقد البلد واحدا من شرايين الحياة الاقتصادية الأكثر أهمية بالنسبة له. و نقل الخبراء عن تقريروزارة النقل الروسية، بإن انفتاح الممر الشمالي الشرقي سوف يقلص قدرا كبيرا من مسافة هذه الرحلة البعيدة، على سبيل المثال، مما سيقلص المسافة بين يوكوهاما في اليابان وبين روتردام في هولندا بمقدار حوالي 4450 ميلا مضيفين بأن التوقعات الحالية، تشيربأن 18000 سفينة سنويا المرجح استخدامها عبر هذا الطريق الجديد وهو تقريبا نفس الرقم الذي يمر سنويا عبر قناة السويس. وأكد العلماء بأن هذا الطريق سوف يقلل بشدة حركة المرور في القناة، بما يعني تقليص العائدات التي تحصل عليها مصر وشدد الخبراء بأن هناك ما هو أسوأ من ذلك، فيبدو أن الطريق البديل سوف يجبر السلطات المصرية حتما على أن تخفض بشكل ملحوظ الرسوم التي تفرضها على السفن التي تمر عبر قناة السويس ،ولكون قناة السويس تعد إلى حد بعيد هي أقصر الطرق للسفر بين آسيا وأوروبا، فإن مصر تفرض رسوما تمييزية للمرور من خلالها، والتي تقل بمقدار بسيط عن التكلفة الإجمالية للطريق المطول (الدوران عبر القرن الإفريقي). وأضاف الخبراء أيضا بأن السلطات المصرية تضيف أسعار كميات الوقود الإضافية وأجور الطواقم وسائر التكاليف الزائدة الأخرى لعبور سفينة ما عبر طريق رأس الرجاء الصالح، وتقوم بخصم دولار واحد من هذه التكلفة الإجمالية من أجل المحافظة على سعر تنافسي في سوق الشحن البحري الدولي. ولكن، إذا كانت رسوم قناة السويس تفوق بشكل ملحوظ رسوم العبور عبر طريق الشمال، فإنه بعد ذلك، في المستقبل، قد تختار السفن المرور عبر الممر الشمالي الشرقي، حتى لو كان ذلك يجعل رحلتهم تطول. وإلى هذا هذا السياق توصل الخبراء بأن تشعر مصر كلها بالتراجع في أرباح قناة السويس، والتى ترتبط بسبل عيش كثير من المصريين بشكل مباشر أو غير مباشر بقناة السويس، إما لأن هؤلاء الأشخاص يعيشون ويعملون بالقرب من المجرى المائي الشهير، أو بسبب دعم عائدات القناة الإيرادات الحكومية الأموال ومشاريع البنية التحتية، مثل الطرق والمدارس، التي تعود بالنفع على السكان بشكل عام. وأكد الخبراء أيضا بأن انخفاضا كبيرا في دخل قناة السويس في مصر سوف يؤثر على المجال السياسي العام، بالإضافة إلى الانخفاض في حركة المرور في السويس قد يؤثر أيضا على السياسة الخارجية المصرية حيث إذا أصبحت قناة السويس ممرا مائيا أقل أهمية، فسوف تنخفض بالتبعية قيمة مصر باعتبارها شريكا استراتيجيا للعديد من الدول الغربية، مثل الولاياتالمتحدة. ومن ناحية أخرى، ستزداد الأهمية الاستراتيجية لروسيا التي تعتبر نفسها وصية على الممر الشمالي الشرقي، كما أن البلدين معا سوف يسيطران على أكثر الممرات قيمة في التجارة البحرية الدولية. وعلى كل الأحوال، أكد العلماء على أن الأمور في الوقت الراهن لا تزيد عن كونها تكهنات، حيث إن بقاء الممر الشمالي الشرقي باعتباره الطريق البحري على مدار السنة بين أوروبا والشرق الأقصى يعتمد على أكثر من درجات الحرارة وحدها، فطالما أن البحار الشمالية متناثرة مع مياه ضحلة بعيدة عن آثار الرياح، فإن التهديد الذي يحتمل أن تشكله على قناة السويس سيظل مجرد خيال.