أثار تزامن إعلان يوسف ندا، مفوض العلاقات الدولية السابق في جماعة الإخوان المسلمين، استعداده "لاستقبال من يريد الخير لمصر وشعبها"، في أعقاب توجه الشيخ راشد الغنوشي، زعيم حركة "النهضة الإسلامية" بتونس إلى السعودية لإجراء محدثات حول تحقيق المصالحة في مصر، ومقابلة الرئيس عبدالفتاح السيسي لوفد من شباب الإخوان المنشقين، العديد من علامات الاستفهام حول توجه النظام الحالي لإنهاء الأزمة مع جماعة "الإخوان المسلمين" وعقد مصالحة وطنية. وعلى الرغم من طرح ندا مبادرة التصالح مع النظام الحالي، إلا أنه لم يحدد الجهة التي طلبت منه التوسط، قائلا: "إن جهة ما طلبت منه كتابة هذه الرسالة، وإنها موجهة إلى تلك الجهة وليست إلى الإعلام"، دون أن يقدم مزيدًا من الإيضاح حول الطرف الخفي الذي كلفه بهذه التصريحات في هذا التوقيت. وأوضح ندا، في رسالته، أن النظام المصري غير قادر على معالجة أزمات البلاد، وأن الوضع مرشح للانفجار مرة أخرى، وستكون نتائجه مدمرة لمصر لعقود، وهي تنحدر في طريقها للتحول إلى دولة فاشلة، على حد تعبيره. ودعا ندا كل مصري يخشى هذا المصير أن يستعد للتخلي عن كثير من حقوقه لينقذ مصر، مما وصفها ب"الزمرة" التي لا خلق لها ولا وطنية. وحث مفوض العلاقات الدولية السابق في الإخوان المسلمين، مَن سماهم المخلصين من الجيش المصري، على إعادة ترتيب الأوراق والتجاوب مع حقوق الشعب ومصالحه لكي تتجنب مصر مصير بلدان كسوريا والعراق وليبيا واليمن. وأضاف ندا، أن مهمة القوات المسلحة في كل دول العالم هي الدفاع عن الدولة ضد أي عدو خارجي، وليس الدفاع عن الحكومة ضد الشعب، مشددًا على أن الجيش المصري ليس فاقد الوطنية، لكن بعض قياداته فاسدة، على حد قوله. الأمر ذاته لم يتوقف فقط على طرح ندا صيغة للمصالحة أو عقد السيسي لقاء مع شباب الإخوان المنشقين، فقد وصل راشد الغنوشي، زعيم حزب النهضة التونسي إلى السعودية يوم الثلاثاء الماضي، بعد تصريحات أبدى فيها رغبته في تدخل السعودية كطرف رئيسي في عملية المصالحة بين الإخوان والنظام المصري، وذلك على خطى إعادتها العلاقات بين مصر وحماس وتقريب وجهات النظر بين الطرفين. وأشار الغنوشى إلى إنه يسعى لدى قيادات الإخوان للوصول لحلول لكنه ينتظر الرد من الحكومة المصرية والرئيس عبد الفتاح السيسى، وكذلك تدخلات الملك سلمان، خادم الحرمين الشريفين. من جانبه قال الدكتور عفت السادات، رئيس حزب السادات الديمقراطي، إن الدعوات التي تطلقها قيادات جماعة الإخوان وتنظيمها الدولي من أجل إجراء مصالحة مع الشعب والحكومة المصرية، جاءت نتيجة إحساسهم بأنهم أصبحوا جماعة منبوذة في الداخل والخارج، مؤكدًا أنه لا مصالحة مع من تلوثت أيديهم بدماء أبناء هذه الوطن. وأكد السادات، أن الجماعة أصبحت تعيش حالة من الإفلاس السياسي، بعدما رفض الشعب المصري عودتها مرة أخرى للمشهد السياسي نظرًا لما ارتكبوه من أعمال إجرامية وإرهابية وحملهم للسلاح في وجه الدولة، وارتكاب أعمال قتل وعنف ضد الأبرياء من رجال الجيش والشرطة والمدنيين.
وأضاف السادات: "لا مصالحة مع مَن تلوثت أيديهم بدماء أبناء هذه الوطن"، مشيرًا إلى أن المصالحة تأتي بعد نبذهم للعنف واعترافهم بالواقع المصري الحالي وبثورة 30 يونيو، ومحاسبة المخطئ منهم وتقديمه للعدالة للمحاسبة والقصاص. وانفردت "المصريون" بالإعلان عن لقاء تم بين الرئيس عبدالفتاح السيسي وعدد من شباب الإخوان المنشقين ظهر اليوم السبت. وبحسب المصادر، فإن السيسي وعد بالإفراج عن عدد من شباب الجماعة المحبوسين وتمكين شبابها من ممارسة العمل السياسي في الفترة المقبلة بعد تهدئة الأجواء.