«جوهانسبرج» تنضم لسلسلة المناطق المحرمة.. ومجلس الأمن وبيان العزل وراء التضييق الإفريقى ألغى الرئيس عبدالفتاح السيسى زيارته التي كان من المقرر أن يقوم بها الجمعة إلى جنوب إفريقيا لحضور القمة الإفريقية، المقررة يومي 14 و15 يونيو الجاري، وأوفد إبراهيم محلب، رئيس الوزراء، بدلاً منه، وذلك في أعقاب مطالباته باعتقاله فور وصوله، بدعوى تورطه في ارتكاب مجزرتي فض اعتصام "رابعة" و"النهضة". وتفادى السيسي على ما يبدو السقوط في فخ الملاحقات القضائية والتوقيف في جنوب إفريقيا بسبب الدعاوى التي رفعها عضو جمعية محامي مسلمي جنوب إفريقيا، المحامي يوشا تايبو، قال إن "بالعودة إلى نوفمبر 2013، وبناء على الفظائع العديدة التى ارتكبت فى مصر بعد الانقلاب والإطاحة بمحمد مرسى فقد تقدمنا بشكوى لدى السلطات فى جنوب إفريقيا". وقال تايبو إن جمعيته طلبت من السلطات المعنية في بلاده اعتقال الرئيس المصري فور وصوله، استنادًا إلى ما قال إنها أدلة قُدمت إلى السلطات المعنية في جنوب أفريقيا، مشيرًا إلى أن "الاتهامات الموجهة للسيسي ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية". بدوره أعلن المتحدث باسم رابطة الإعلاميين في جنوب أفريقيا إبراهيم فاودا تأييده للمطالبة باعتقال السيسي وتقديمه للعدالة فور وصوله. وأضاف أن "الجرائم التي ارتكبها السيسي في مصر تجعله عرضة للملاحقة القانونية باعتباره مجرم حرب ومدانا من قبل منظمات حقوقية دولية..." محمد سودان، أمين لجنة العلاقات الخارجية بحزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، قال إنه لولا مخاوف السيسى فعلاً من مذكرة الاعتقال لذهب بنفسه وما أرسل محلب، مشيرًا إلى دعوى رفعها مكتب المحامى طيب على ورودنى ديسكون من طرف الجماعة بلندن. وأضاف سودان ل"المصريون"، أن "الدعوى التى رفعها محامى الإخوانى فى لندن كانت أمام محكمة حقوق الإنسان منذ حوالى 3 أسابيع وكان محامو السيسى حاضرين فيها كى يدافعون عنه"، لافتًا إلى أن "المحكمة تسلمت كل الأدلة التى تدين السيسي". واعتبر سودان ما وصفه ب "إجبار السيسى على عدم التوجه لجنوب إفريقيا بأنها خطوة للأمام فى تحجيمه دوليًا"، مضيفا: "إلا أن الأمر يحتاج المزيد من الجهد فى محاكم العالم، خاصة أن هناك العديد من الجرحى والشهداء والمعتقلين الذين أضيروا من هذا الانقلاب، ولكن الأسف المحاكم تأخذ وقتًا طويلاً للتحقيق فى هذه القضايا"، وفقًا لقوله. الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أرجع عدم قيادة السيسى للوفد المصرى المتوجه إلى جنوب إفريقيا إلى عدة احتمالات من بينها انشغال الرئيس بالوضع الداخلى للبلاد بعد حادثة الكرنك الإرهابية الأخيرة بالأقصر، والزيارة المرهقة نفسيًا وعصبيًا لألمانيا ومن بعدها المجر. وأكد نافعة ل"المصريون"، أنه ليس من مصلحة مصر عدم تمثيلها بوفد رفيع المستوى يكون على رأسه السيسى فى قمة جوهانسبرج، مشيرًا إلى أن ذلك قد يفسر على أن هناك خلافات بين مصر وجنوب إفريقيا، خاصة أن الدولتين تتنافسان على مقعد العضوية فى مجلس الأمن. وحول التخوفات من تكرار سيناريو ألمانيا الذى تعرض له السيسى والوفد المرافق له من مظاهرات وانتقادات حادة، رأى نافعة أن الأمر مستبعد، نظرًا لكون الجالية المصرية فى جنوب إفريقيا ليست بذات الحجم والقوة التى تتمتع بها الدول الأوربية، مضيفًا: "رغم وجود عناصر موالية للإخوان هناك". وتابع نافعة، أن السيسى تلقى دعوة رسمية من حكومة جنوب إفريقيا لحضور القمة الإفريقية بصفته رئيسًا لمصر، وبالتالى فهو يزورها بشكل استثنائى على خلاف زيارته لألمانيا، وبالتالى فالإجراءات الدبلوماسية ستكون أكثر احترازًا. وبشأن تهديدات محامين تابعين للإخوان باعتقال السيسى حال زيارته جنوب إفريقيا، قال نافعة إنه حتى اللحظة لا يوجد ما يشير إلى تدخل القضاء الإفريقى فى "جوهانسبرج" فى خطوات قانونية لاعتقال السيسي، واصفة تلك التحركات بالدعايات الإخوانية. وكانت جنوب إفريقيا على رأس الدول التى رفضت ما وصفته –فى وقت سابق- ب، "الانقلاب" على الرئيس محمد مرسي، فى 3 يوليو، وتعطيل الدستور، معتبرة أن تلك الإجراءات تخالف مواثيق وأعراف الاتحاد الإفريقي، كما قادته لتجميد عضوية القاهرة بالاتحاد، كما أن مصر وجنوب إفريقيا تتنافسان على عضوية مجلس الأمن.