الأستاذة الفاضلة أميمة، قصتى غريبة إلى حد ما، فأنا متزوج من امرأة رائعة الجمال والأخلاق من عشرين عاما وأنعم الله علينا بالبنين والبنات ووضعنا المادى إلى حد ما جيد لانحتاج، إلى أحد، وليس علينا قروض ونذهب كل عام أجازة إلى إحدى الدول الأوروبية أو استراليا أو كندا، عمرى خمسون عاما، صحيا بفضل الله لا أشكو من أى أمراض وأؤدى واجبى تجاه زوجتى بكفاءه تسعدها، ولكن طرأ على مع بدايه عام 2015 طارئ غريب جدا جلست مرة أفكر فى العلاقه التى تجمع الرجل مع زوجته، فأحسست بشعور داخلى بالقرف منها ومن نفسى أيضا وقلت ربما هاجس ويذهب بعد فترة ولكنه ترسخ فى نفسى وجعلنى بعد أن كنت أنا أخذ بزمام المبادرة معها أصبحت لا أحرك ساكنا ولا أقوم بواجبى إلا إذا طلبت زوجتى ذلك! لدرجة أنها بدأت تشك أنه ربما يكون لى علاقة نسائية خارج إطار الزواج، وأقسم لك أن هذا لم ولن يحدث.. وذهبت إلى طبيب متخصص وقصيت عليه قصتى وتحاليل وإلخ... فقال لى: أننى أكثر من ممتاز، وبعدها ذهبت إلى أخصائى نفسى فسألنى: وهل تجذبك النساء الأخريات؟ فقلت له: أن زميلاتى فى العمل شابات جميلات ولكنى انفر منهن أيضا لدرجة أنه عندما نقوم بعمل مشروع جديد فى العمل فأفضل أن يشاركنى فى العمل زملائى من الرجال... والآن إلى لب المشكلة.. زوجتى تقوم بعمل تفتيش ذاتى لتليفونى وملابسى بمجرد العودة للمنزل وأرى فى وجهها الحزن وأصبحت منطوية على نفسها وأنا لا أعرف كيف يمكننى أن أشرح لها ما أشعر به، لأنى أعتقد أنه ربما يسئ لها... فهل من مساعد؟!
(الرد) سيدى..دعنا نتحدث سويا بهدوء وبمنطقية مع شيء من التفكير الأعمق من تفكيرك وأنت وحدك..فمن الطبيعي جدا بعد كل ما ذكرته لي من استقرار وسعادة ونِعم من الله تعالي عليكم في حياتك الزوجية والأسرية أن ترتاب زوجتك وتشك فيك أو على الأقل تندهش وتتعجب من التغيير الفجائي الذي طرأ عليك والذي ليس له أي تفسير لديها إلا إذا حاولت بنفسها فك طلاسمه!.. فالمرأة هى المرأة فكما تغار بشدة فإنها أيضا تحب بعنف، وزوجتك لم تكن لتفعل ذلك إلا لأنها بالضرورة تحبك حب كبير.. سيدى..العلاقة الخاصة بين الزوج وزوجته قد شرعها الله تعالى وأحلها لهما في إطار جميل من المودة والحب والرحمة، وجعلها رمانة ميزان استقرار الحياة الزوجية كلها، هذه العلاقة التى وهبها الله تعالى للزوجان وحرمها على غيرهما بدون الزواج من الصعب جدا أن ننظر إليها تلك النظرة التى تحولت أنت إليها، فنظرتك لها لا يمكن أن تكون إلا لما حرم الله بين رجل وامرأة أجنبيان عن بعضهما والعياذ بالله.. فأتمنى كما أنك انفردت وفكرت بهذا المنطق الخاطيء من قبل، أن تعيد تفكيرك مرة أخرى مع استحضار عظمة الله تعالى والتفكر في حكمته عز وجل من إعمار الكون، مع التيسير على عباده وليس التعسير، والإطعام لا الحرمان، فالله تعالى لم يخلقنا ليعذبنا ويحرمنا، بل أنعم علينا من خيراته ونعمه بما لا يعد ولا يحصى، ومن ضمن تلك النعم هى العلاقة الزوجية، ولكنه سبحانه وتعالى قد وضع لنا شروطا لابد وأن نلتزم بها في كل شيء وعلينا السمع والطاعة حتى يميز في النهاية بين الطائعين والعاصين وبين الخبيث والطيب، فاللهم اجعلنا من أهل الحق دوما وتوفنا على طاعتك يارب العالمين.. سيدى، التغييرات الفسيولوجية والمزاجية والعصبية أيضا لهى أمرا طبيعيا جدا في تلك الفترة من عمر الإنسان سواء كان رجلا أو امرأة! وغالبا فإنها تمر على الزوج بنوع على العكس تماما مما تمر به أنت، فغالبا تري الرجل يميل أكثر لنساء غير زوجته، ويكون معجب بنفسه ومنتشي ليقنع نفسه بأنه لازال شابا ينافس الشباب الصغار، وبدون أن يشعر بذلك تجده يميل للشابات الصغيرات متناسيا أحيانا أنه أب لمن هن في مثل سنهن! ولكنها عموما هى تغييرات تأخذ وقتا قصيرا ثم تتلاشي، وربما طالت لعدة سنوات.. المهم سيدى، حاول أن تغير من تفكيرك، فزوجتك تحبك، وهي التى أفضت إليك كما كنت تفضي إليها، وهي حبيبة عمرك والتى لن تعوضها، وغيرك يتمنى مثلها بل أقل ويتمنى معيشتك وبل أقل، عدُ إلى أحضان زوجتك مرة أخرى وضمها انت إلي قلبك واحتويها مرة أخرى وتحدث معها بصراحة، فهى سرك ولن تجد من يفهمك مثلها وعليها هى أن تقدر موقفك ومشاعرك وأن تحاول معك اجتياز تلك المرحلة بسلام إن شاء الله، فلا تفسح المجال للشيطان للتفرقة بينكما كزوجين، حتى يرتقي بين أبناء إبليس والعياذ بالله.... ثم عليك دوما بالاستعاذة منه والتقرب بالعبادات والطاعات إلى الله عز وجل، ثم عليك أيضا بالرقية الشرعية، بعد أن طرقت أبواب العلم وأختصاصاته كما ذكرت، فأنتم بفضل الله ما شاء الله ولا قوة إلا بالله قد منّ الله عليكم بنعم كثيرة ربما منعها الله عن كثير من خلقه، فغالبا أنتم مصابين بالحسد وهو مذكور بالقرآن الكريم والعين حق، فعليك وعلى جميع من هم مثلك الآخذ بكافة الأسباب.. أصلح الله حالكم وإيانا، وكفانا وكفاكم شر العين وشر كل سوء. ..................................................................... للتواصل.. وإرسال مشكلتك إلى الأستاذة/ أميمة السيد عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. مع رجاء خاص للسادة أصحاب المشاكل بالاختصار وعدم التطويل.. وفضلا..أى رسالة يشترط فيها الرد فقط عبر البريد الإلكتروني فلن ينظر لها..فالباب هنا لا ينشر اسم صاحب المشكلة، ونشرها يسمح بمشاركات القراء بأرائهم القيمة، بالإضافة إلي أن الجميع يستفيد منها كتجربة فيشارك صاحبها في ثواب التناصح. ............................................................................... تنويه للقراء: لقد خصصت مساحة مميزة لقرائى الكرام من صفحتى يوم الأحد من كل أسبوع، من جريدة المصريون الورقية، لكل من يريد أن يشارك ويفتح قلبه بنصيحة أو كلمة مفيدة، ليشارك معى بكلمات هادفة، فليتفضل بإرسالها لى عبر الإيميل المخصص للباب، مرفقة باسمه وصورته الشخصية، لنشرها بصفحة "إفتح قلبك" تحت عنوان فقرة "قلب صديق"...أرحب بمشاركتكم وتواصلكم معى. ................................................................... تذكرة للقراء: السادة القراء أصحاب المشكلات التى عرضت بالموقع الإلكترونى.. على من يود متابعة مشكلته بجريدة المصريون الورقية فسوف تنشر مشكلاتكم تباعاً بها يوم الأحد من كل أسبوع..كما تسعدنا متابعة جميع القراء الأفاضل.