قال رئيس الإئتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية خالد خوجة، إن "سوريا تقع بين إرهابين متوحشين، والسكوت عن ذلك يعني تسليم سوريا كلها لتصبح مرتعاً لقوتين من أبشع قوى الإرهاب"، معتبراً أنه من غير المقبول السكوت عن هذا الوضع. جاء ذلك في كلمة ألقاها خوجة خلال مؤتمر صحفي عقد اليوم الاثنين، في إسطنبول، حيث أفاد خوجة أن "داعش أتت لتنوب عن النظام بعد أن سلمها مدينة تدمر مع أكبر مخزون سلاح في سوريا، أتت لتنوب عنه في حمص، وتنسق مع إرهابيي حزب الله في القلمون والمناطق الجنوبية، وأخيرًا أتت لإنقاذ النظام المنهزم في حلب، العاصمة الاقتصادية لسوريا، والكتلة البشرية العملاقة، بعد أن توجهت الأنظار لاستكمال تحريرها من يد النظام المجرم، والاقتراب أكثر من حلم تحرير سوريا كلها إثر انتصارات إدلب وأريحا". وأشار خوجة أن "هجمات داعش تأتي في الوقت الذي تحقق فيه المعارضة انتصارات حاسمة، وتلحق بالنظام خسائر استراتيجية، في وقت تحررت فيه بصرى الشام ومعبر نصيب وإدلب وجسر الشغور وأريحا، واندحر النظام وفقد السيطرة على أكثر من ثلاثة أرباع سوريا، وباتت صور جنوده وهم يهربون بالمئات منظراً معتاداً ومكرراً". وأضاف الخوجة "في لحظة العز والكرامة والانتصار هذه، تزداد وحشية النظام، ويزاد إجراماً على إجرام، فيقتل بالبراميل المتفجّرة مئة مدني في صباح واحد، من صباحات حلب الدامية، نعم، يفقد السوريون مئة أو يزيد من أحبائهم كل يوم، دون أن يحرك العالم ساكناً، ودون أن تعتبر الطائرات المقاتلة للتحالف والتي تمر من فوق سوريا قتل الأطفال ببراميل متفجرة إرهاباً، بالإرهاب والقتل المضاعف وبالتحالف غير المعلن مع قوى الإرهاب الأسود، يردّ النظام على هزائمه". ولفت خوجة إلى أن "حلب وحدها تعرضت ل 63 ٪ من براميل نظام الأسد المتفجرة، وسقط عليها آلاف البراميل المحشوة بالمتفجرات، وقُصفت بالصواريخ البالستية والمدفعية والطائرات، وبات ما سقط على حلب يعادل قنبلة نووية، دون أن يهتز ضمير العالم، ودون أن تراها طائرات التحالف وهي تمر فوقها كل يوم". ووجه خوجة نداءً عاجلاً لدول الجوار، للتنسيق فيما بينها، بعد ما وصفه "تخاذل المجتمع الدولي"، ودعاها للعمل بيد واحدة والتدخل على الفور لمنع تحول جارتهم سوريا إلى بؤرة لأبشع أنواع الإرهاب، مطالباً بتأمين منطقة آمنة للسوريين، كي لا يتحول طيران النظام إلى "سلاح جو لتنظيم داعش الإرهابي كما يحصل الآن في حلب"، حيث يقصف طيران النظام المقاتلين في المناطق التي تستعد داعش لدخولها، معتبراً أن "طيران النظام يعمل لصالح داعش علناً" وفق تعبيره. وأكد خوجة أنه "لم يعد من المعقول ولا المقبول أن يترك شعب سوريا في مواجهة الإرهاب المتعدد الأوجه، بدءًا من إرهاب النظام وميليشيات إيران وانتهاءً بداعش، ومن غير المقبول أن يرى السوريون طائرات التحالف تمر من فوق رؤوسهم، دون أن تكترث بذبحهم على يد تنظيم داعش، وتواصل طيرانها إلى مناطق أخرى لتضرب داعش في مناطق أقل تعرضاً للخطر، ولا يخفى على المراقبين أن ترك الوضع في سورية هكذا تترتب عليه نتائجُ خطيرة وقابلة للتوسع والانتشار في المنطقة". ودعا خوجة "جميع فصائل المعارضة لمزيد من التوحد، ورصّ الصفوف وتقديم كل ما يستطيعون من دعم لجبهة حلب وجبهة القلمون، وتفويت الفرصة على النظام للخروج من مسلسل الهزائم التي لحقت به، ودعم الحكومة المؤقتة التي تبذل كل الجهد، لمساعدة المناطق المحررة بكل السبل وعلى كل الأصعدة، ودعم الإدارة المدنية الذاتية في هذه المناطق، رغم التحديات الكبيرة التي تواجه شعبنا، ورغم المخاطر الجمة التي تحيط بشعب سوريا". من جانبه، قال وزير الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة سليم إدريس، إن "لديهم دلائل موثقة تؤكّد وجود تعامل بين النظام وداعش، وإن أكثر من 180 شخصًا ممن يعملون لصالح النظام، هم في صفوف قيادات التنظيم"، مشيراً إلى أن "تقدم داعش الأخير، جاء رداً على التقدم الكبير الذي أحرزته المعارضة في إدلب". وأستغرب إدريس الإزدواجية في قصف داعش من قبل قوات التحالف، لافتاً إلى "أن هناك مناطق لا تشكل فيه داعش خطراً كبيراً لكنها تقصف باستمرار، فيما لا تتلقى مناطق أخرى تتقدم فيه داعش الاهتمام الكافي".