هذه هي.. إنها هي.. بكل تأكيد هذه جبالها هذه أوديتها ولكنها أودية بغير زرع ذلك وصف خطاب السماء المقدس .. هل لاح الجبل الذي يغشاه الحبيب؟ ..نعم لقد لاح ذلك الجبل جبل النور إنه إشراقة النور المبين هنا كان يغشاك رسول الله في غار حراء يتعبد الله وقد أقبلت عليه نواميس الحق لتعلن رسالة السماء هذا هو جبريل في طريقه إلى بكّة إلى مكة إلى أم القرى إلى البيت العتيق هنا حيث كان رسول الله وآله وصحبه هنا جاءت رسالة الإنقاذ الكبرى في تاريخ الإنسانية هنا نعم هنا ..في جنبات هذه الجبال حُرِر العبيد وهُدمت الأصنام وأُسقط الاستبداد والاستغلال والخنى والفجور نعم هنا. هذه مآذن البيت العتيق قد لاحت من بعيد فلاحت قلوبنا لها.. يا الله ما أعظمك.. وما أجلّك من بيت يا لله ما أعظم الوحدة في التوحيد والتوحيد في الأمة والأمة في الكيان الواحد الموحد لا قبلة سواك.. لا قبلة سواك أنت قبلتنا أيها البيت المقدس لا لحجرك فكما قال رسول الله ..وحرمة دم مسلم أعز على الله من أن يهدم البيت العتيق ..هنا فلسفة السماء ورسالة الدعوة القضية قضية الإيمان السليم الانقياد ليس للجحر ولكن لرمز الوحدة والتوحيد لله الخالق الأجل. إني أنظر إليهم يا لله كم يبهج القلب وينداح الخاطر كأنهم بنيان مرصوص يا لله ما لهم باتوا خارجه متفرقين كأنهم وحوش متنافرة لماذا تفرقنا؟.. لأننا عن هدي السماء تخلفنا. هذا المقام ما أجله من مقام.. هنا وقف إبراهيم وإسماعيل بنو أول بيت وُضع للناس تهوي إليه الأفئدة و تمحص فيه الأرواح يؤذن به حي على الصلاة .. حيّ على الفلاح... إنه الفلاح فلاح الدنيا والآخرة ولكن لمن يفهم لمن يُخلص لمن يؤدي الأمانة لا لمن يتاجر بدين الله ويغدر ويظلم خلقه. هنا زمزم ما أعذبك وما أعذب ملوحتك فو الله لهي أحب إلينا من أشربة الدنيا كلها نتضلع منه لنرتوي وما لنا ألا نفعل وقد كان رسول الله يفعل ويأمرنا أن نستقي منك ونستقي من هدي السماء. هنا طاف رسول الله وصحبه هنا رملوا وصلوا والعدو يرقبهم متجهما حتى أذعن لأمر الله فحيا من حيّا عن بينة وهلك من هلك عن بينة وانتصرت دعوة السماء وسقط هُبل وسقطت العُزّى ومناة الثالثة الأخرى وهاهي أصنام هذه الزمان تتهاوى وكم قتلت وكم ظلمت وكم سرقت وكم بطشت لكن ثورة بلال المستضعف تعود وتهلل الحرية في البلدان الإسلامية ونسمع هتاف عمر مرة أخرى رداً على صيحات التقديس للأصنام الجدد والقدامى ..يردد الله أعز وأجل.. الله أعز وأجل متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً.