انتقد الاتحاد الإفريقي دعم واشنطن لأمراء الحرب في الصومال، ودعا بيان الاتحاد الولاياتالمتحدةالأمريكية إلى دعم الحكومة الوطنية بدلاً من انتقاء فريق من المقاتلين دون فريق، وقد اتضح من خلال الصحافة العالمية أن الإدارة الأمريكية تدفع 150 ألف دولار شهرياً للمليشيات المسماة تحالف إرساء السلم ومكافحة الإرهاب، وتزودها ببعض الأسلحة لقتل العناصر التي تشتبه واشنطن في علاقتها بالقاعدة والوقوف في وجه مليشيا المحاكم الإسلامية. وإذا صح ما تناقلته الأنباء عن تعاون بعض جيران الصومال مع الأمريكيين، واستدعاء بعض أمراء الحرب لترتيب الأوراق من جديد، وتجنيد مئات المرتزقة لشن هجوم على مليشيات المحاكم الإسلامية، التي يبدو أنها على وشك أن تسيطر على كافة الأراضي الصومالية، بعد سيطرتها على العاصمة مقديشيو وبعض المدن الكبرى، فإن الصومال مقدم على دورات جديدة ومروعة من حمامات الدم والاقتتال الأهلي الذي سيدمر كل ما تبقى من هذه البلاد. •••• في الغزو الأمريكي لأفغانستان ثم العراق، اعتمدت الإدارة الأمريكية -حسب اعترافها فيما بعد- على معلومات مختلقة واتهامات ملفقة ضد نظامي طالبان وصدام حسين، وخلال الغزو وحتى يومنا هذا، تدفع الإدارة الأمريكية ألوف الدولارات لمن يزودها من العراقيين أو الأفغان بالمعلومات، ولمن يسلمها العناصر الإرهابية المنتمية للقاعدة أو الطالبان أو يدلها عليهم، وكانت النتيجة أن ملأت القوات الأمريكية سجون غوانتانامو وأبو غريب وقندهار، وغيرها من السجون السرية في البر والبحر وفي مختلف أنحاء العالم بالأبرياء، وقصفت طائراتها واجتاحت قواتها العديد من الأماكن، بدعوى أنها أوكار للإرهاب ومأوى للمسلحين، وخلفت وراءها ألوف القتلى من المدنيين الأبرياء رجالاً ونساء وشيوخا، لأن المعلومات الكاذبة أصبحت تجارة رائجة تدر على أصحابها ألوف الدولارات!؟ في بلدان بالغة الفقر تشكل فيها المائة دولار ثروة كبيرة، ولا يزال الناس يذكرون القصف الأمريكي لمصنع الأدوية في الخرطوم، بحسبانه مصنعاً للأسلحة الكيماوية في السودان. هل في الإمكان أن تبادر الجامعة العربية أو منظمة المؤتمر الإسلامي أو كلاهما معا، للتدخل في الصومال، قبل أن تبادل واشنطن كعادتها لإشعال النيران في هذا البلد الشقيق الذي طال أمد شقائه، وفي منطقة القرن الإفريقي وسواحل البحر الأحمر، كما تشتعل النيران اليوم في كل من أفغانستان والعراق!؟ •••• لقد أعلن الرئيس جورج بوش أنه قلق للتطورات الصومالية، وأنه سيقرر الخطوات الواجب اتخاذها نحو الصومال فور عودته إلى العاصمة واشنطن، وليس هناك ما يكفل ألا تكون هذه الخطوات مأساوية كغيرها من قرارات الغزو الأمريكي، ومن ثم لا بد أن تتحرك بعض الدول العربية والإسلامية لإقناع هذه الإدارة الأمريكية بترك المنطقة لأهلها، وعدم التورط في مستنقع دموي جديد، إذا استمع الرئيس لنصائح نائبه ديك تشيني ووزير دفاعه رامسفيلد، وباقي (الزمرة) كما أسماهم نائب الرئيس الأسبق آل جور!؟ في حديث لرئيس المحاكم الإسلامية في الصومال شريف شيخ أحمد، نشرته جريدة الشرق الأوسط (7/6/2006) نفى الرجل أن تكون لهم أي صلة بالقاعدة من قريب أو بعيد، وقال إن أمراء الحرب في الصومال يبيعون الوهم للولايات المتحدةالأمريكية، واستغرب الرجل كيف تنخدع أجهزة المخابرات الأمريكية العتيدة بالأكاذيب التي يروج لها الباحثون عن المال، وقال إنه ينتظر اليوم الذي سيقول فيه الأمريكيون: إننا خدعنا في الصومال كما سبق أن قالوا: خدعنا في العراق!؟؟ [email protected]