فى نفس هذا المكان كتبت أول أمس مقالاً بعنوان (أخطاء فى خطاب الرئيس للشعب ) والذى إنتقدت فيه تكرار الأخطاء التى حدثت فى خطاب الرئيس الشهرى الموجه للشعب وقلت إن مثل هذه الأخطاء لا يجب أن تحدث فى خطابات يوجهها رئيس مصر للشعب والتى ينتظرها الكثيرون داخل مصر وخارجها لمعرفة رؤية القيادة السياسية للعديد من القضايا المهمة على الساحتين الداخلية والخارجية . وعقب نشر المقال تلقيت العشرات من الإتصالات الهاتفية والرسائل عبر المحمول والفيس بوك وكلها تشيد بموضوعية تناولى لهذه القضية الخطيرة التى تسيىء إلى رئيس مصر ومؤسسة الرئاسة .. وأكد المتصلون أن ماسبيرو برىء من هذه الاخطاء وأنه ليس مسئولاً عنها لأنه مجرد مكان لإذاعة الخطاب وليس لهم علاقة بتصويره أو بعمل المونتاج له أو بمراجعته قبل الإذاعة , وقد أكدت على هذا الكلام صفاء حجازى رئيس قطاع الأخبار فى تصريحات لها , وأنا هنا اشيد بقيامها بالرد والقاء الكرة فى ملعب الرئاسة التى تصر على الإستعانة بشركة خاص لتصوير مثل هذه الخطابات رغم وجود كفاءات فنية كبيرة يشهد لها الجميع داخل مبنى ماسبيرو فى التصوير والإخراج والمونتاج ( الجدير بالذكر أن مجدى لاشين رئيس التليفزيون ( عمل نفسه من بنها ) - كما يقولون - ورفض الإستجابة لمن طالبوه بالإدلاء بتصريح أو إصدار بيان للرد على الإساءة التى وجهت للتليفزيون المصرى وتحميله مسئولية المهازل التى حدثت فى خطاب الرئيس !!!. وفى رأيى الخاص أن تبرئة ماسبيرو من الخطايا التى تمت فى تصوير ومونتاج خطاب الرئيس وظهوره بمثل هذه الصورة المهينة التى ظهر عليها تجعلنا نطرح بعض التساؤلات ونكشف عدداً من الحقائق فى هذا الشأن . ولعل الحقيقة الأولى التى يكشف عنها إصرار مؤسسة الرئاسة على اسناد مهمة تصوير ومونتاج هذه الخطابات الموجهة للشعب لشركة خاصة (شركة أنيميشين ) ولمخرج تابع للقطاع الخاص هو مجدى الهوارى (المعروف إعلامياً بزوج الفنانة غادة عادل ) أن الرئيس عبدالفتاح السيسى ومؤسسة الرئاسة لا يثقان فى ماسبيرو ولا فى قياداته وإلا لكان قد تم اسناد هذه المهمة للتليفزيون المصرى .. وهذا الإصرار يدفعنا لطرح بعض التساؤلات من بينها : لماذا تصر مؤسسة الرئاسة على الإستعانة بهذا المخرج وتلك الشركة رغم الأخطاء الفادحة التى حدثت فى المرتين السابقتين ؟ وهل هناك (بيزنس ومصالح ) بين بعض العاملين فى الرئاسة وتلك الشركة ؟ وكم المقابل المادى الذى تقاضته الشركة وطاقمها مقابل القيام بهذه المهمة ( أرجو ألا يدعى أحد أن الشركة متبرعة بذلك لأن هذا الكلام غير حقيقى وضحك على الدقون ) . ثانياً : اذا كان هذا هو رأى وموقف الرئيس والرئاسة من قيادات ماسبيرو حتى قبل أن يصبح السيسى رئيساً فلماذا تم التجديد لجميع القيادات الفاشلة فى مناصبها مرة آخرى ومنهم صفاء حجازى ومجدى لاشين وهانى جعفر رئيس قطاع الإقليميات وغيرهم ؟ . والسؤال الأهم : اذا كانت قيادات ماسبيرو فاشلة وأدى هذا الفشل إلى تردى أوضاع الإعلام الحكومى وعدم أدائه الرسالة الإعلامية المنوطة به فلماذا وافق الرئيس السيسى على تخصيص موازنة له تقدر فى العام الحالى ب 10 مليارات و975 مليون جنيه منها 2640 مليون جنيه لبند المرتبات فقط سنوياً ؟ وعلى أى أساس وافق الرئيس على تخصيص 873 مليون جنيه لسداد فروق المرتبات للعاملين فى المبنى فى عام واحد ؟ وإلى متى تستمر الرئاسة فى إرتكاب نفس الأخطاء عن طريق إستمرار الإستعانة بنفس هذه الشركة الى تسببت فى إساءات بالغة للرئاسة والرئيس فى الداخل والخارج ؟ .