أيّدت محكمة بحرينية حكمًا سابقًا بسجن الناشط الحقوقي البحريني، نبيل رجب، بالسجن 6 أشهر بتهمة إهانة وزارتي الدفاع والداخلية عبر حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر". ونقلت وكالة الأنباء البحرينية عن وائل بوعلاي، المحامي العام بالنيابة الكلية، أن المحكمة الكبرى الجنائية الاستئنافية - الدائرة الثانية - قد أصدرت اليوم بجلستها المنعقدة علنا حكما بتأييد الحكم المستأنف والقاضي بالحبس 6 أشهر في قضية إهانة هيئتين نظاميتين بطريق العلانية. وأشار بوعلاي إلى أن القضية تعود إلي البلاغ المقدم من وزارتي الدفاع والداخلية ضد أحد الأشخاص (في إشارة إلى نبيل رجب دون أن يسميه) لقيامه بإساءة نشر عبارات في وسائل الإعلام تشكل إهانة في حق الوزارتين بنسبة أمور شائنة إليهما وإلي منتسبيهما، وزعمه على خلاف الحقيقة بأن البحرينيين الملتحقين بالتنظيمات في الخارج من المنتسبين للمؤسستين الأمنيتين، واصفا تلك المؤسستين ب"حضانتهما الفكرية للتنظيمات الإرهابية". وبين أن النيابة أمرت بإحالة المتهم محبوساً إلى المحكمة المختصة، وتداولت القضية بجلساتها وأخلت سبيل المتهم مع منعه من السفر، ووفرت المحكمة جميع ضمانات المحاكمة العادلة وأصدرت حكمها بحبسه 6 أشهر بعد ثبوت ارتكابه الفعل المؤثم قانونا، وقد استأنف المتهم الحكم وأصدرت المحكمة الاستئنافية حكمها المتقدم. وأوضح أن الحكم بصفته الحالية أصبح واجب التنفيذ، مع ضمان حق المحكوم عليه بالطعن على الحكم أمام محكمة التمييز وهي أعلى درجات التقاضي. وأكد الحساب الرسمي لنبيل رجب بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"- الذي يدار من قبل مقريبين منه- أن محكمة الاستئناف أيدت حبس نبيل رجب 6 أشهر بتهمة إهانة الداخلية والدفاع. وقضت محكمة بحرينية في 20 يناير الماضي بسجن رجب 6 أشهر بتهمة إهانة الجيش ووزارة الداخلية عبر حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، إلا أنه استأنف الحكم. وكان رجب (50 عاما) ، قال في تغريدة نشرها على "تويتر" يوم 28 سبتمبر الماضي إن "أغلب شباب البحرين الذين التحقوا بمنظمات إرهابية مثل داعش جاءوا من المؤسسات الأمنية والعسكرية، أي أن هذه المؤسسات كانت حاضنتهم الفكرية الأولى". وأوقفت قوات الأمن البحرينية رجب، في 1 أكتوبر الأول الماضي، للتحقيق معه على خلفية هذه التغريدة، ثم أطلق سراحه في 2 نوفمبر الماضي، مع استمرار محاكمته، قبل أن يعتقل مجددا 2 أبريل الماضي على ذمة التحقيق في عدة تهم من بينها "بث أخبار كاذبة من شأنها إلحاق الضرر بالعمليات الحربية للقوات المسلحة البحرينية في اليمن". وفي 11 مايو الجاري تم تمديد حبس رجب، لمدة 15 يومًا، على ذمة التحقيق في عدة تهم على خلفية نشره عددًا من التدوينات على حسابه بأحد مواقع التواصل الاجتماعي "تتضمن أخباراً كاذبة بشأن العمليات العسكرية الدائرة في اليمن الشقيق لنصرة الشرعية ووصفها بالعدوان وعدم الشرعية وخرقها للقانون الدولي، واهانة قوات التحالف المشاركة في العمليات".
كما يتهم أيضا: "بنشر صور مفبركة لأطفال قتلى في العمليات الدائرة في سوريا، على أنهم أطفال يمنيون تم قتلهم خلال تلك العمليات، وكذا نشره ما يعد إهانة لهيئة نظامية هي وزارة الداخلية". ونبيل رجب هو ناشط حقوقي بحريني، ورئيس مركز البحرين لحقوق الإنسان المحظور، وعضو المجلس الاستشاري لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لمنطمة "هيومن رايتس ووتش" الحقوقية الدولية. وتشهد البحرين حركة احتجاجية بدأت في 14 فبراير 2011 تقول السلطات إن جمعية "الوفاق" الشيعية المعارضة تقف وراء تأجيجها، بينما تقول الوفاق إنها تطالب بتطبيق نظام ملكية دستورية حقيقية في المملكة وحكومة منتخبة، معتبرة أن سلطات الملك المطلقة تجعل الملكية الدستورية الحالية "صورية". وتتهم السلطات في البحرين بعض أطياف المعارضة الشيعية بالموالاة لإيران الداعمة للحوثيين في اليمن، وهو أمر تنفيه المعارضة.