اعتبر "المجلس الثوري"، أن التسريب المنسوب إلى السيد البدوي رئيس حزب "الوفد" والذي يتحدث فيه شخصية غير معروفة عن عمليات ذبح سيتعرض لها "الإخوان المسلمون" يكشف "عن خطط مسبقة للقتل والتدمير ونشر الإرهاب وتغييب وعي وإرادة المصريين كما فعلت أجهزة مبارك من قبل". واعتبر المجلس في تعليقه على التسريب الذي عرضه الإعلامي عبدالرحيم علي، المعروف بقربه من الأجهزة الأمنية على إحدى الفضائيات، أن "الحديث الفاضح بالإخبار الصريح عن الرغبة والمخطط المدبر لنشر الإرهاب وقتل الإخوان بل والتصريح بالذبح داخل البيوت إلا نذرًا يسيرًا من خطة القتل والتدمير ونشر الإرهاب". ويظهر التسريب، أحد الأشخاص وهو يشكي للبدوي، ظهور الإخوان المكثف على قنوات "الحياة" المملوكة له، فيبرر له هذا الظهور بأن "الإخوان قوة كبيرة في مصر، وأنه يريد أن يحصل على دعمهم في انتخابات الرئاسة للفوز بمنصب الرئيس لأنهم الوحيدون القادرون على هذا الأمر، وذلك قبل أن يغير الإخوان موقفهم ويدفعوا بمرشح لهم في الانتخابات". ويقول الشخص الذي يهاتف البدوي ويخاطبه باسمه مجردًا: "يا سيد الفترة القادمة ستكون سوداء على الإخوان وستقوم مليشيات مسلحة بذبحهم في بيوتهم، وستمتلئ مصر بالإرهاب المصطنع انتقاما من الإخوان وردا على الثورة التي أطاحت بجهاز أمن الدولة". واتهم "المجلس الثوري" ما سماها ب "الأجهزة الخفية الأمنية" بالوقوف وراء "مخطط للقتل والتدمير معتمدين على المجازر الموجهة تباعًا لكل فصيل دون غيره، فمجازر ضد الألتراس أو ضد المسيحيين أو ضد بعض فصائل الإسلاميين أو ضد أي شاب متحمس لقيم الثورة والتغيير ثم ضد مقرات حزب الحرية والعدالة ثم ضد جماعة الإخوان المسلمين ككل وكل من أيد الرئيس المنتخب ثم كل من أيد ثورة يناير". وقال إن "مخطط القتل ونشر الإرهاب واعتماد سياسة القتل والذبح والتخويف وعودة العصا الغليظة للحاكم وتفريق كل القوى الحية يزداد وضوحا يوما بعد يوم، وليست أخطاء القوى السياسية إلا مبررًا إعلاميًا لهذا المخطط من قبل أجهزة القتل والخيانة والفساد والاستبداد والحكم العسكري". واعتبر بيان المجلس الذي يتألف من سياسيين وأكاديميين معارضين بالخارج، أن "هذه التسريبات المتعددة لا تكشف أن مشكلتنا هي الوقوع في بعض الأخطاء فقط لكنها تكشف أيضا بوضوح كيف أن هناك من خان وتواطأ وبرر للقتل والذبح والدم مقابل بعض المكاسب التي توهمها ولإجهاض كل مكتسبات الشعب المصري في ثورة 25 يناير". وتابع: "هذه التسريبات تقول بما لا يدع مجالا للشك أن مخطط الإرهاب والقتل والدم وتفريق الشعب المصري وتعميق الاستقطاب وتفريق قواه ورموزه وحركاته هو مخطط واحد من سلطة الفساد والقتل والاستبداد والحكم العسكري، وإن التخلص من الفساد والفقر والسرقة والخيانة ومحاربة مصالح الناس هو نفسه التخلص من سلطة القتل والاستبداد". ودعا المجلس إلى "إسقاط النظام تماما واقتلاع جذوره والتوحد على صوت الثورة وهدير 25 يناير و28 يناير و11 فبراير من عام 2011 من أجل الكرامة والعدالة والعيش الكريم وحكم الشعب لنفسه وتطهير مؤسسات الفساد". وختم قائلاً: إن "أخطاء الثوار ولو كانت سببا ظاهرا في التفرقة تفرض علينا حقيقة أخرى أن كوارث النظام وجرائمه وفضائحه وتدميره للشعب ومصالحه ومستقبله هو طريق التوحد الوحيد".