كشف علماء أمريكيون في عالم المصريات النقاب عن أن المقابر والمعابد المصرية القديمة في مدينة الأقصر تتعرض للانهيار بسبب المياه المالحة التي تتآكل بسببها أساسات تلك المناطق الأثرية. وأكدت صحيفة "الأوبزرفر" الأسبوعية البريطانية نقلا عن هؤلاء العلماء أن معابد آمون والأقصر والكرنك نجت على مدى 4 آلاف عام من عوامل التعرية لكنها الآن تواجه خطر الانهيار بسبب تزايد المياه الجوفية. وذكرت الصحيفة أن الخطر كشف عنه علماء أمريكيون في الآثار المصرية الذين أطلقوا التحذيرات وطالبوا باتخاذ إجراءات عاجلة لمنع الكارثة.. مشيرة إلى أن التهديد أيده زاهي حواس الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار. ونقلت "الأوبزرفر" عن حواس في مقابلة أجرتها معه قوله: عندما اكتشفت أن معبد الأقصر ومعبد الكرنك في طريقهما للانهيار تماما بسبب زيادة مستوى المياه الجوفية، أصبت بصدمة. وأشارت الصحيفة إلى أن الكارثة نتجت عن عدة عوامل من بينها التغير المناخي وتعطل نظام الصرف العتيق في المنطقة. وأضافت أنه على أية حال فإن الخطر الأكثر أهمية يتمثل في الزراعة الكثيفة في الآونة الأخيرة على جانب النيل والتوسع في زراعة القصب.. استطردت المجلة في وصف الكارثة بالقول إن المزارعين من أجل زيادة محصولهم لأكثر من ثلاثة مرات خلال العام لجأوا إلى إغراق حقولهم طوال العام حيث لا يتمكنوا من تصريف المياه مما أدى إلى ارتفاع مستوى المياه الأرضية عدة أمتار خلال الأعوام القليلة الماضية. ولفتت الصحيفة إلى أن تلك المياه تتجمع في الوقت الحالي في قلب المنطقة التي تضم معابد الأقصر وأمون والكرنك في مدينة حابو ، وكذلك المنطقة التي تضم المقابر القريبة في وادي الملوك.. حيث تمثل تلك المنطقة أهم المحطات السياحية أهمية لمصر بعد الأهرامات في الجيزة. ونقلت الصحيفة عن علماء في الآثار المصرية قولهم إن المشكلة تكمن في أن المياه الأرضية التي تحتوي على مستويات عالية من الملح اختلطت بالرمال الناعمة لمنطقة المعابد حيث يتجمع الملح بعدما تتبخر المياه وتخلل بين الأحجار التي تتشكل منها أساسات المعابد في المنطقة. وقال الدكتور نيجل سترودويك الأستاذ المساعد في قسم السودان ومصر القديمة في المتحف البريطاني: يمكن مشاهدة شيء ما مثل الموجة التي تسبب فيها ارتفاع الماء على جانبي منطقة المعابد فارتفع مستواها عاما بعد عام.. تلك المياه لا تدمر الحجر فحسب، بل تدمر الزخارف على جدران المعابد أسرع مما يمكن من دراستها.. الحل الوحيد هو رفع كافة المعابد ووضعها خلف سلسلة من السدود لكن هذا، بالطبع، ليس عمليا.