تصاعدت الأزمة بين السيد البدوي رئيس حزب "الوفد" وعدد من قيادات وأعضاء الحزب، لتدخل مرحلة جديدة من مراحل الصراع على رئاسة الحزب بعد اتهامهم له بالانفراد بالسيطرة على قرارات الحزب، مطالبين إياه بالرحيل، فيما عرض أحمد الفضالي رئيس "تيار الاستقلال" مبادرة لحل الأزمة. وأعلن فؤاد بدراوى عضو الهيئة العليا لحزب "الوفد"، عن البدء فى جمع توقيعات من أعضاء الحزب بجميع محافظات الجمهورية لسحب الثقة من السيد البدوى رئيس الحزب بعد عقد الجمعية العمومية. وأوضح أن عددًا من قيادات الحزب، مستمرين فى تحركاتهم لسحب الثقة من الدكتور السيد البدوي، رئيس الحزب مشيرًا إلى أنه لا يتوقع أن تتم انتخابات الهيئة العليا بعد إضافة أسماء أخرى موالية للبدوي. وقال المهندس حسام الخولى، سكرتير عام مساعد حزب "الوفد"، إن النصاب القانونى للهيئة العليا لحزب الوفد، التى عقدت اجتماعًا طارئًا مساء الجمعة، اكتمل بحضور 33 عضوًا فى ساعتين نظرًا للأحداث الطارئة، عقب صدور بيان يدعو لإقالة رئيس حزب الوفد. وشدد الخولى، على أن البدوى رئيس منتخب ومن يرد سحب الثقة منه يجمع 20توقيعًا من أعضاء الهيئة العليا، البالغ عددهم 57 عضوًا، أو يجمع 500 من أعضاء الجمعية العمومية للحزب "الهيئة الوفدية"، البالغ عددهم نحو 3500 عضو. وأكد الخولى، أن "الوفد لم يتحالف مع الإخوان المسلمين عقب ثورة 25 يناير، ورفض الدخول فى تحالف برلمانى برغم أن أحزابًا كثيرة دخلت فى مثل هذا التحالف البرلماني، مثل حزب الكرامة". وقال عبد العزيز النحاس سكرتير عام مساعد الحزب، إن هناك حالة غضب بين الوفديين من قرارات البدوى الأخيرة، ومنها التعديل فى كشوف الجمعية العمومية، وإجراء تعديلات على لائحة الحزب وعرضها للتصويت خلال اجتماع الجمعية العمومية منتصف الشهر الجارى دون مناقشتها أو إبداء الرأى فيها. وأوضح النحاس، أن البدوى سعى لتشتيت الوفديين وتوجيه أنظارهم بعيدًا عن المعارضين الحقيقيين، وخلال الاجتماعات التى عقدت بمكتب تاج الدين بحث معارضو د.البدوى وجهتى نظر للتصعيد، الأولى تقترح خوضهم لانتخابات الهيئة العليا المقبلة لكشف عمليات التزوير المتوقعة خاصة أن اللجنة المسئولة عن إدارة الانتخابات تضم مرشحين للهيئة العليا من أنصار البدوى . وأضاف، أن وجهة النظر الثانية تطالب بأن يتم إخلاء الساحة للبدوى بعد ما أساء لتاريخ الحزب، وقيام المعارضين بالاستقالة وتأسيس حزب جديد يحمل اسم الوفد المصري.. مشيرًا إلى أنه يتم بحث الاسم بعدما قام البدوى بتعديل اسم الحزب فى تعديلات اللائحة التى أجراها مؤخرًا من الوفد الجديد إلى الوفد المصري. من جانبه، أعلن أحمد الفضالي، رئيس "تيار الاستقلال" عن مبادرة للصلح وتقريب وجهات النظر بين قيادات حزب الوفد فى ظل الأزمة الراهنة التى يعانى منها الحزب وسط تصاعد الخلافات بين الدكتور السيد البدوى والمحامى فؤاد بدراوي. وقال الفضالي، إن تيار الاستقلال على أتم الاستعداد لفتح أبوابه وإجراء حوار فعال يستهدف تقريب وجهات النظر وإذابة الخلافات بين الأشقاء فى حزب الوفد، معربًا عن أسفه لهذا الخلاف والتناحر بين أبناء أعرق الأحزاب المصرية وأقدمها. وأوضح أن المسئولية السياسية والاجتماعية، تقتضى على كل أحزاب التيار الوقوف لمنع تفاقم تلك الأزمة، داعيًا الدكتور السيد البدوى والمحامى فؤاد بدراوى للقاء قريب يخرج الجميع من خلاله بالرضاء والتوافق. وشدد الفضالي، على أن المرحلة الراهنة لا تحتمل هذا الانقسام بين أحد الأحزاب المدنية ذات التاريخ العريق، فى ظل تربص من الأحزاب الدينية والإرهاب وتحديات الداخل والخارج، خصوصًا مع اقتراب الانتخابات البرلمانية.