لم تسفر مشاورات مغلقة عقدها مجلس الأمن، اليوم الجمعة، عن أي جيد بشأن الأوضاع باليمن، وهو ما أرجعه مندوب روسيا، إلى "تردد" أعضاء المجلس. وعقب انتهاء جلسة المشاورات المغلقة، أعرب السفير الروسي، فيتالي تشوركين عن "شعوره بخيبة الأمل لعدم تمكن أعضاء المجلس من اصدار بيان صحفي حول الأزمة الحالية في البلاد".
وقال تشوركين للصحفيين: "كانت هناك بعض المقترحات المأخوذة من لغة قرار المجلس رقم 2216، لكن ظهر تردد مذهل بين أعضاء المجلس بشأن اعتمادها، واعتقد أن عدم تصور كيفية تطور الأمور بالشكل الذي تطورت عليه حاليا، كان وراء ذلك".
وأضاف: "قد قلت لهم في جلسة المشاورات (يقصد لبقية أعضاء المجلس) أنه عندما دفعتم نحو اعتماد ذلك القرار، لم يكن هناك توقعات بما نشهده حاليا، ويبدو أن هناك مشكلة مع تحليلاتهم، وقالو إنهم سيعودون إلي عواصم بلادهم للاستفسار والمشورة، ولكنني لا أرى أي احتمال لمشروع البيان هذا".
وأردف قائلا: "لقد كان رد فعل تسويفي للأمور، ولقد استمعنا إلي بعضهم الذي تحدث عن المشاكل الإنسانية، ولكنهم الآن هم على استعداد لتجاهلها تماما، هم فقط يتشدقون بالكلام، ويعترفون بأن الأوضاع سيئة للغاية، ثم يقولون: وماذا يمكننا أن نفعل؟".
وشدد مندوب روسيا الدائم لدي الأممالمتحدة علي أنه "من الواضح جدا أن القرار 2216 لا يجيز استخدام القوة العسكرية، وذكر بعض الزملاء في الجلسة أن التحالف بقيادة السعودية يسعي إلي التأكد من تنفيذ القرار 2216. واعتقد أن تصرفاتهم (يقصد استخدام القوة العسكرية) تعد خارج القرار تماما؛ فالقرار لا ينص علي وسائل عسكرية".
وحول الخطوة التالية التي يعتزم مجلس الأمن اتخاذها، قال تشوركين: "إنني متأكد من أنه لن يكون لدينا أي بيان اليوم، لكننا سنري ماذا بإمكان المبعوث الجديد(لليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد) أن يفعله، ولقد شعرت ببعض التشجع عندما ذكر لنا السيد جيفري فيلتمان أن الأمين العام بان كي مون يريد من المبعوث الجديد أن يتحرك علي وجه السرعة".
كان تشوريكن قال قبل بدء جلسة مجلس اليمن الطائرة بشأن اليمن، إن بلاده دعت إليها، نظرا للنقص الخطير في الدواء والوقود، البلاد الذي يشهد غارات يومية تنفذها طائرات تابعة لتحالف عربي تقوده السعودية، ضد أهداف الحوثيين، الذين تولى السلطة في صنعاء بالأمر الواقع، وضيقوا الخناق على الرئيس عبد ربه منصور هادي، حتى خروجه إلى السعودية.
واضاف السفير الروسي: "كل شيء في اليمن يعتمد علي وقود الديزل، ولا يوجد حظر إلا علي تصدير السلاح الي اليمن، فلماذا اذن يثيرون (يقصد قوات التحالف بقيادة السعودية) مشاكل حول جلب وقود الديزل، هو الأمر الذي لابد من النظر فيه".
وأوضح المندوب الروسي أن بلاده ستقترح علي أعضاء المجلس اصدار بيان صحفي يطالب بإنهاء الأعمال العدائية، أو على الأقل هدنات انسانية، والاستئناف الفوري للمحادثات على أساس العملية الطويلة من المفاوضات التي سهلها السيد جمال بنعمر(المستشار الأممي الخاص الي اليمن، والذي أعلن استقالته منتصف الشهر الماضي)".
وكان مندوب روسيا قال قبل بدء الجلسة، إن بلاده طلبت عقد جلسة مجلس الأمن الطارئة حول اليمن اليوم نظرا "للنقص الخطير في الدواء والوقود هناك".
وأضاف السفير الورسي في تصريحات للصحفيين، أن "كل شئ في اليمن يعتمد علي وقود الديزل، ولا يوجد حظر إلا علي تصدير السلاح الي اليمن، فلماذا إذن يثيرون (يقصد قوات التحالف بقيادة السعودية) مشاكل حول جلب وقود الديزل، هو الأمر الذي لابد من النظر فيه".
وفي 14 أبريل/نيسان الماضي، أصدر مجلس الأمن الدولي قراره رقم 2216 الذي يقضي بالانسحاب الفوري لقوات الحوثيين والرئيس اليمني السابق علي صالح من المناطق التي استولوا عليها وبتسليم أسلحتهم والتوقف عن استخدام السلطات التي تندرج تحت سلطة الرئيس الشرعي عبد ربه منصور هادي، والدخول في مفاوضات بهدف التوصل إلى حل سلمي.