في هذه الأيام المضطربة، أستشعر هذه المقولة العظيمة بكل فخر .. نعم بكل فخر إن يقييني في خروج شعب مصر العظيم من هذه الفتنة المفتعلة لا يهتز ولا يتزعزع إن شعب مصر كان ولا يزال وسيظل عصيا على الاختراق والمؤامرات والاستهداف حين تصدق النوايا. والتاريخ المعلوم للجميع يشهد بهذا الأمر دون حاجة لإثبات؛ منذ يوسف عليه السلام، مرورا بالفتح الإسلامي، وصلاح الدين الأيوبي، وسيف الدين قطز، والظاهر بيبرس، ومحمد علي باشا، ومصطفى كامل، ووصولا لأنور السادات إن الله خلق المواد الجامدة كلها بخاصية فريدة لا تتبدل؛ ألا وهي أنه كلما ازدادت حرارة المادة كلما استيثرت ذراتها وتباعدت وتفككت روابطها مؤدية بالمادة إلى التحول من الحالة الجامدة إلى الحالة السائلة ومن ثم إلى الغازية لكن شعب مصر العظيم يخالف هذه السنة الكونية تماما؛ في نسق عجيب ومبهر فعندما تشتد الأزمات وترتفع سخونة الأجواء المحيطة، ترى المخلصين من أطياف الشعب مدنيين وعسكريين وقادة الدولة وهيئات مرجعية دينية (كالأزهر وبيت العائلة) ومدنية ونشطاء وأحزاب سياسية يتبادرون في رد الأزمة ويتكاتفون لصد تداعيتها ووءدها في مهدها؛ فيخيل إليك أن الشعب كله على قلب واحد وصوت واحد ويسعى لهدف واحد ... حفظ مصر ترى المسيحي يحمي المسلم في صلاته على الرغم من مصابه الجلل وترى السلفي يحيط بالكنائس ليرد أيادي العابثين عنها على الرغم من تخوين واتهام البعض له وتسمع الرجل العادي المار بالشارع يتحدث بكل ما يعتمل في صدرك وأنت جالس في بيتك؛ موفرا عليك مشقة الاتصال والتعبير عن رأيك هنا أو هناك إنه من الصعب علي أن أصدق ولو للحظة أنا كل هذا محض صدفة، بل إنني على يقين أنه حماية ورعاية إلهية لهذا البلد لدور مقدر له في هذا العالم إن نسيج الشعب المصري؛ هو ظاهرة تاريخية لم ولن تتكرر في أي بقعة من بقاع الأرض؛ نسيج يستعصي على الخرق أو الفتق أو التهتك؛ قد يترهل قليلا لبعض الوقت؛ لكن حرارة الأزمات والضربات تعيد إليه قوته ومتانته وتماسكه العجيب أقول للمتربصين والمتآمرين من الخارج بهذا البلد وشعبه المقاتل؛ الأجدى لكم أن تكفوا أيديكم قبل أن تقطع وأقول لكل من نسي أو تناسى انتماؤه من الداخل ووضع يده في يد من يتربصون بنا الدوائر أيا كانت صفته؛ إن رصيدكم عند الشعب إلى نفاذ ويوم الحساب قادم لا محالة؛ وأقول لكم قولة ذو القرنين في أواخر سورة الكهف: {فأما من ظلم فسوف نعذبه ثم يرد إلى ربه فيعذبه عذابا نكرا وأما من آمن وعمل صالحا فله جزاءً الحسنى وسنقول له من أمرنا يسرا*ثم أتبع سببا} يا مصر .. أنت كوكبة العصر .. وكتيبة النصر .. وإيوان القصر أنت أم الحضارة .. ورائدة المهارة .. ومنطلق الجدارة من أين نبدأ يا مصر الكلام .. وكيف نلقي عليك السلام قبل وقفة الاحترام ... لأن في عينيك .. الأيام والأعلام والأقلام والأعوام )من قصيدة للدكتور عائض القرني( حمى الله مصر وأهلها من كل سوء [email protected]