قال "غابور فونا" رئيس حزب "جوبيك" ثاني أكبر أحزاب البرلمان المجري إن "إقحام بابا الفاتيكان فرانسيس نفسه في مسألة أحداث 1915، وضع المؤمنين بالمذهب الكاثوليكي أمثالي في موقف حرج، ورغم أن البابا يعتبر زعيمي الديني، إلا أنني أعتقد أنه كان على خطأ في تصريحاته حيال أحداث 1915، فضلًا عن أن مناقشة مثل تلك المسألة والحكم عليها لا تندرج ضمن مسؤوليات رجال الدين". وتابع "فونا" في لقاء مع مراسل الأناضول في مدينة إسطنبول بقوله: "إن مناقشة ما حدث عام 1915 ليست مسؤولية ملقاة على عاتق السياسيين أو رجال الدين، بل هي مسؤولية المؤرخين"، واستنكر رئيس حزب "جوبيك"، القرارات الأوروبية الأخيرة بشأن أحداث عام 1915، وما يتعلق بها من مزاعم أرمنية، مشددًا على أن عمل البرلمانات يتمحور حول التركيز على قضية إقليم "قره باغ" الآذربيجاني، المحتل من قبل أرمينيا منذ تسعينيات القرن الماضي. وأضاف "فونا": "أنا سياسي ومؤرخ في الوقت نفسه، وانطلاقًا من هذا الموقع، فإنني أعرب عن إدانتي لقرار الدول الأوروبية، وأعتبرها خاطئة جدًا، وهدفها الوحيد هو زيادة الضغط السياسي على تركيا". ما الذي حدث في 1915؟ تعاون القوميون الأرمن، مع القوات الروسية بغية إنشاء دولة أرمنية مستقلة في منطقة الأناضول، وحاربوا ضد الدولة العثمانية إبان الحرب العالمية الأولى التي انطلقت عام 1914. وعندما احتل الجيش الروسي، شرقي الأناضول، لقي دعمًا كبيرًا من المتطوعين الأرمن العثمانيين والروس، كما انشق بعض الأرمن الذين كانوا يخدمون في صفوف القوات العثمانية، وانضموا إلى الجيش الروسي. وبينما كانت الوحدات العسكرية الأرمنية، تعطل طرق امدادات الجيش العثماني اللوجستية، وتعيق تقدمه، عمدت العصابات الأرمنية إلى ارتكاب مجازر ضد المدنيين في المناطق التي احتلوها، ومارست شتى أنواع الظلم بحق الأهالي. وسعيًا منها لوضع حد لتلك التطورات، حاولت الحكومة العثمانية، إقناع ممثلي الأرمن وقادة الرأي لديهم، إلا أنها لم تنجح في ذلك، ومع استمرار هجمات المتطرفين الأرمن، قررت الحكومة في 24 نيسان/ أبريل من عام 1915، إغلاق ما يعرف باللجان الثورية الأرمنية، واعتقال ونفي بعض الشخصيات الأرمنية البارزة. واتخذ الأرمن من ذلك التاريخ ذكرى لإحياء "الإبادة العرقية" المزعومة، في كل عام. وفي ظل تواصل الاعتداءات الأرمنية رغم التدابير المتخذة، قررت السلطات العثمانية، في 27 مايو/ آيار، من عام 1915، تهجير الأرمن القاطنين في مناطق الحرب، والمتواطئين مع جيش الاحتلال الروسي، ونقلهم إلى مناطق أخرى داخل أراضي الدولة العثمانية. ومع أن الحكومة العثمانية، خططت لتوفير الاحتياجات الانسانية للمهجّرين، إلا أن عددًا كبيرًا من الأرمن فقد حياته خلال رحلة التهجير بسبب ظروف الحرب، والقتال الداخلي، والمجموعات