وصل 54 ايزيدياً، اليوم الثلاثاء، ممن كانوا معتقلين لدى "داعش" إلى جبل سنجار شمالي العراق بعد إطلاق سراحهم بظروف غامضة من قبل التنظيم، في دفعة هي الثالثة من نوعها خلال 72 ساعة الماضية، بحسب مصدر إيزيدي. وفي تصريح لوكالة "الأناضول"، قال لقمان ابراهيم كلي أحد المقاتلين الإيزيديين في جبل سنجار، إن 54 ايزيديا تمكنوا من الوصول الى جبل سنجار، صباح اليوم الثلاثاء، بعد إطلاق سراحهم من قبل تنظيم داعش الإرهابي بعد أن أمضوا نحو 8 أشهر في معتقلاته في مدينة تلعفر(56 كلم غرب الموصل). وأوضح أن من بين الناجين من قبضة "داعش" عائلات تضم نساء وأطفال وكبار في السن. وبحسب المصدر نفسه، فان قوات البيشمركة الكردية (جيش إقليم شمال العراق) هي من استقبلت المطلق سراحهم ونقلتهم الى ناحية سنوني (63 كلم شمالي سنجار والمحررة قبل نحو 4 اشهر) حيث سيتم نقلهم الى مدينة دهوك بإقليم الشمال في وقت لاحق اليوم". ولم يكشف كلي عن تفاصيل إطلاق سراح هذه المجموعة من المخطوفين الايزيديين. وغالبا ما تقف صفقات مالية خلف عملية اطلاق سراح المعتقلين الايزيديين وغير الايزيديين من معتقلات التنظيم، لكن الجهات الرسمية تحجم عن ذكر ذلك لوسائل الاعلام من أجل عدم تشجيع عمليات الخطف والمطالبة بفدى مالية. وكان 18 إيزيدياً من الذين كانوا معتقلين لدى "داعش" منذ اكثر من 8 اشهر وصلوا الى جبل سنجار قبل 3 ايام، وأعقبهم وصول 8 اخرين إلى الجبل نفسه أمس الاثنين. ووفق احدث احصائية صادرة عن المديرية العامة لشؤون الايزيدية في وزارة الأوقاف التابعة لحكومة إقليم شمال العراق، فان عدد الايزيديين الناجين من تنظيم "داعش"، بلغ 1483 أكثر من نصفهم من النساء والأطفال، علما أن الإحصائية لا تشمل الوجبات الثلاث الأخيرة من الناجين والبالغ عددهم 80 ناجيا. وكان تنظيم داعش اجتاح قضاء سنجار (124 كلم غرب الموصل) الذي يقطنه اغلبية من الأكراد الايزيديين في الثالث من شهر اغسطس الماضي، قبل ان تتمكن قوات البيشمركة المعززة بغطاء جوي من التحالف الدولي من تحرير الجزء الشمالي من قضاء سنجار وفك الحصار عن الالاف من العوائل والمقاتلين الذين حوصروا بجبل سنجار في منتصف ديسبمبر الماضي. وتتحدث تقارير صحفية وناشطين ايزيديين عن قيام التنظيم بارتكاب جرائم بشعة، من قتل وخطف وسبي الالاف من الايزيديين المدنيين. والإيزيديون هم مجموعة دينية يعيش أغلب أفرادها قرب الموصل ومنطقة جبال سنجار في العراق، ويقدر عددهم بنحو 600 ألف نسمة، وتعيش مجموعات أصغر في تركيا، سوريا، إيران، جورجيا، أرمينيا. وبحسب باحثين، تعد الديانة الإيزيدية من الديانات الكردية القديمة، وتتلى جميع نصوصها في مناسباتهم وطقوسهم الدينية باللغة الكردية.