قال وزير الخارجية التونسي، الطيب البكوش، اليوم الاثنين، إن "تونس حريصة على عدم الحد من الحريات في تطبيق القوانين المتعلقة بالإرهاب". جاء ذلك في تصريحات صحفية للوزير التونسي عقب لقاء جمعه، اليوم، بالمفوض السامي لحقوق الإنسان في الأممالمتحدة، زيد بن رعد الحسين، بمقر وزارة الخارجية بالعاصمة تونس. وبرزت مؤخرا مخاوف من أطراف تونسية عديدة من بينها النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين (تتبع الاتحاد العام التونسي للشغل) من عدد من مشاريع القوانين منها المتعلق بمكافحة الإرهاب وبحماية الأمنيين والعسكريين التي اعتبرت أن عددا من فصولها يؤسس لدولة "ديكتاتورية بوليسية". وأضاف البكوش أن "هناك حرصا مشتركا بين تونس والمفوضية السامية لحقوق الإنسان على ألا تكون لهذه القوانين تداعيات سلبية تمس حقوق الإنسان والحريات". من جهته، أعرب المسؤول الأممي عن "أهمية المحادثات التي أجراها مع المسؤولين التونسيين بخصوص عدد من المواضيع ومشاريع القوانين"، دون مزيد من التفاصيل. وأضاف في تصريحات له "نحن على قناعة أن تونس ستستمر في عملها في إطار بناء دولة ديمقراطية حديثة". كما التقى المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأممالمتحدة، اليوم، الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي، في قصر قرطاجبتونس العاصمة. وأشار الأمير الأردني زيد بن رعد الحسين عقب لقائه بالسبسي أنه "أصرّ على أن تكون أول زيارة له في المنطقة بعد توليه مهامه (تولى في 16 يونيو/ حزيران 2014)، إلى تونس باعتبار أن التجربة التونسية تمثل أنموذجا في المنطقة العربية". كما عبّر، بحسب بيان للرئاسة التونسية، صادر اليوم، عن "تقدير الأممالمتحدة لإنجازات تونس في بناء دولة ديمقراطية مبنية على احترام مبادئ حقوق الإنسان"، مؤكدا على "عزم الأممالمتحدة على مساندة تونس في مواصلة المسار الديمقراطي". من جانبه، شدّد الرئيس التونسي، وفق البيان نفسه، على "إصرار تونس على المضي قدما في تكريس حقوق الإنسان"، مبرزا أنه "خيار لا رجعة فيه رغم الصعوبات وأن مساندة منظمة الأممالمتحدة من شأنها أن تساعد على الإسراع في عملية بناء الديمقراطية". وتأتي زيارة المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأممالمتحدة إلى تونس في إطار المشاركة بالمؤتمر التّأسيسي للتحالف المدني ضد التحريض على الكراهية وتعزيز التسامح في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الذي يتواصل على مدى يومين، اليوم وغدا، بالعاصمة التّونسية. وأعلن المسؤول الأممي، اليوم، عن التحالف المدني ضد التحريض على الكراهية وتعزيز التسامح الذي يضم منظمات غير حكومية ومنظمات مجتمع مدني ونشطاء في مجال حقوق الإنسان في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.