أعلن المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأممالمتحدة، زيد بن رعد الحسين، اليوم الإثنين، عن تأسيس تحالف مدني ضد "خطاب التحريض على الكراهية وتعزيز التسامح" في تونس. جاء ذلك خلال "المؤتمر التأسيسي للتحالف المدني ضد خطاب التحريض علي الكراهية وتعزيز التسامح"، الذي انطلقت فعالياته اليوم بالعاصمة التونسية ويختتم غدا الثلاثاء، بدعم من المفوضية السامية لحقوق الإنسان وبمشاركة 41 ناشطا في مجال الإعلام وحقوق الإنسان في 16 دولة بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وفي كلمة ألقاها خلال المؤتمر قال "الحسين" إن "الإعلان عن هذا التحالف يأتي تتويجا لعمل دؤوب بدأ في كل من عمانوتونس ومراكش". واعتبر أن "الإعلان عن هذا التحالف المدني يعد سابقة على مستوى المنطقة، كما أن اختيار تونس لهذه المناسبة، يمثل بارقة أمل في الانتقال السلمي للديمقراطية خاصّة وأنه يأتي في وقت العالم في حاجة ماسة لجهود مواجهة هذا الخطاب". وأوضح أن "أن حرية التعبير لا تعني التحريض، وأن المفوضية السامية لحقوق الإنسان رسمت الخط الفاصل بين حرية التعبير والحث على الكراهية". من جانبه قال كمال الجندوبي، الوزير المكلف بالعلاقات مع الهيئات الدستورية، والمجتمع المدني في تونس، في تصريح إعلامي على هامش المؤتمر إن "الأممالمتحدة تولي أهمية كبرى لظاهرة الكراهية نظرا للخطورة التي تمثلها ليس فقط للمنطقة العربية وسكانها فحسب ولكن أيضا على العالم ككل". وأوضح أن هذه "الظاهرة تضر بشكل كبير المنطقة العربية وصورتها في العالم ككل، وصورة الإسلام والدين في العالم وصورة الاعتدال على وجه الخصوص". وأشار "الجندوبي" إلى أن "ظاهرة الكراهية هي إحدى العناوين الكبيرة في المنطقة العربية، التّي زادت في الفترة الأخيرة بتفاقم ظواهر العنف اللفظي والمادي والعنف المسلح وما يسمى بالتكفير وهو ما جعلها تأخذ في كثير من الأحيان أبعادا إجرامية كبيرة جعلت من المنطقة العربية مكان فضائح في العالم، وهو ما أدى إلى ضرورة معالجتها". وأردف قائلا "دور المجتمع المدني أساسي في هذا الإطار، علاوة على ما ستقوم به الدول للتصدي لها، والدعوة إلى التسامح والتعاون الحضاري والسلمي والمدني في معالجة كل مشاكل المنطقة والارتقاء بها إلى مجالات أخرى ورهانات أخرى". ولفت إلى أن "أول شكل من أشكال التصدي لظاهرة الكراهية هو الربط بين فعاليات المجتمع المدني في المنطقة العربية، وهي تحتاج أولا معرفة الوقائع والظروف في كل بلد، وتبادل التجارب والخبرات ودراسة موحدة ومشتركة لظواهر العنف وهي متعددة". من جهتها، قالت "إسعاف بن خليفة"، مسئولة حقوق الإنسان بمكتب المفوضية، في تونس إن "هذا التحالف سيضم المنظمات غير الحكُومية ومنظمات المجتمع المدني والأفراد والنشطاء في مجال حقوق الإنسان في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا".