رأى كاتب سعودي أن الإعلان عن اعتزام المملكة العربية السعودية ومصر التخطيط لتنفيذ مناورة "استراتيجية كبرى" بمشاركة خليجية جاء كإحدى أبرز نتائج الاجتماع الذي احتضنته القاهرة الأسبوع المنصرم وجمع الرئيس عبدالفتاح السيسي بوزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان، وسط حضور قيادات عسكرية من الجانبين السعودي والمصري. وقال الكاتب عاصم صالح فى مقال اليوم بصحيفة "الاقتصادية" السعودية بعنوان "من التنسيق العسكري إلى التعاون الاستراتيجي ترسيخ التحالف السعودي - المصري سياسيا وعسكريا"، إنه يمكن النظر إلى الإعلان عن المناورة الاستراتيجية الكبرى على أنه خطوة أخرى تجاه ترسيخ التحالف السعودي المصري والانتقال بهذا التحالف تجاه مراحل متقدمة تتم من خلالها مواجهة الأخطار التي تهدد السيادة الوطنية للدول العربية سياسيا وعسكريا إن لزم الأمر. ونوه فى قراءته لهذا الإعلان بأن التحالف السعودي-المصري شكل رأس الحربة لأول تحرك عربي مشترك لمواجهة الانهيار السياسي للمنطقة وهو تحرك طال انتظاره منذ أن بدأت الخريطة السياسية للمنطقة في التداعي بعد غزو العراق 2003 والتوسع الإيراني في المشرق العربي. وأكد ان الانتصار السياسي والاقتصادي لهذا التحالف كان في مواجهة الضغوطات والتدخلات الدولية في مصر عقب ال 30 من يونيو إعلانا صريحا على وجود رؤية مشتركة للأخطار الاستراتيجية التي تواجه البلدين والمنطقة العربية بالكامل، مشيرا إلى ما أكدت عليه القيادتان السعودية والمصرية في أكثر من محطة أن هدفهما هو الحفاظ على"الهوية العربية" للمنطقة والتى تواجه اليوم تهديدين رئيسيين هما ..السياسات التوسعية للدول الإقليمية المجاورة وعلى رأسها إيران والتنظيمات المتطرفة العابرة للحدود. وقال "فهذا التحالف لن يسمح لأي قوى إقليمية سواء كانت إيران أو غيرها من أن تلعب دور شرطي المنطقة ولن يسمح للميليشيات والتنظيمات الإرهابية كحزب الله أو الحوثيين أو "داعش" أو جماعة الإخوان باختطاف القرار السياسي للدول العربية. ورأى أنه كان لهذا التحالف رسائل بالغة الوضوح إبان إقامة المؤتمر الاقتصادي في شرم الشيخ الشهر الماضي والذي كان وليدا للرؤية المستقبلية للملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز، وأنه وجه أكثر من رسالة لأكثر من عاصمة عربية ترزح تحت الاختطاف الإيراني وتواجه تهديدات الحركات المتطرفة. وقال إن أقوى هذه الرسائل كان هو أن السعودية ومصر ومعهما دول الخليج هم الطرف الوحيد الذي يمكن الاعتماد عليه في تحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي للدول العربية. وأضاف "وإذ ينتقل هذا التحالف لمرحلة من التنسيق العسكري الاستراتيجي بين السعودية ومصر فإن هذه الرسالة تتجاوز ضمان الاستقرار السياسي والاقتصادي لتشمل إمكانية الردع العسكري أيضا. وا ختتم مقاله قائلا "اليوم تمر المنطقة العربية بمرحلة أكثر خطورة وحرجا، ومن هنا كانت خيارات وقرارت القيادات السياسية في المملكة ومصر ومعهما الإمارات على قدر المسؤولية التي تمليها ظروف المنطقة وسيكتب التاريخ يوما أن هذا التحالف هو الذي حفظ الهوية العربية لهذه المنطقة.