قوبلت مجلة إيطالية بموجة من الانتقادات بعد أن أرفقت طقم سكاكين مطبخ مع كل نسخة من نسخ عددها الأخير الذي تتصدر غلافه صورة كبيرة للأميركية أماندا نوكس التي كانت محكمة إيطالية برأتها قبل بضعة أيام من تهمة قتل الطالبة الجامعية البريطانية ميرديث كيرشر. المجلة الأسبوعية، التي تحمل اسم "أوغي" ويصل حجم توزيعها إلى أكثر من مليون نسخة، فاجأت قراءها ب "هدية" غير مسبوقة هي عبارة عن طقم يتألف من 4 سكاكين مطبخ إلى جانب نصل لتشريح فطائر البيتزا، وهي "الهدية" التي حملت مغزى خاصا بالنظر إلى أن غلاف المجلة تحتله صورة كبيرة لأماندا نوكس وهي تذرف الدموع. وكانت أماندا نوكس حصلت على البراءة هي وصديقها الإيطالي السابق رافاييل سوليسيتو بعد محاكمة ماراثونية وصلت إلى مراحل الاستئناف، وكان الاثنان متهمان بالتشارك في قتل الضحية ميرديث كيرشر ذبحاً بسكين بتاريخ 1 نوفمبر 2007 في مدينة بيروغيا الإيطالية. وعلى ما يبدو فإن المجلة أرادت من وراء هذه "الهدية" أن ترسل إلى الجميع رسالة "انتصار" مفادها أن توافر سكاكين المطبخ في متناول الجميع لا يعني بالضرورة أنهم سيستخدمونها لارتكاب جرائم قتل. لكن الخطوة التي قامت بها المجلة لم تعجب قطاع عريض من الرأي العام الإيطالي، وذلك على الرغم من ان جميع نسخ المجلة نفدت في غضون ساعات قليلة بعد طرحها في الأسواق. ومن بين الرافضين لتلك الخطوة المدعي العام الإيطالي غوليانو ميغينيني الذي عبر عن انتقاده الشديد لما أسماه ب "التغطية الإعلامية المنحازة" التي قامت بها تلك المجلة لمجريات القضية منذ بدايتها، مشيراً إلى أن المجلة دأبت على الانحياز دائماً إلى صف المتهمة "نوكس". وأضاف ميغينيني قائلاً: إنه شخصيا يعتقد أن السر الذي يقف وراء انحياز مجلة "أوغي" الصارخ إلى صف نوكس يكمن في أن أسرة هذه الأخيرة دفعت إلى المجلة نحو مليون دولار في مقابل أن تدير حملة إعلامية للدفاع عنها بهدف التأثير على الرأي العام الإيطالي. كما قوبلت خطوة "طقم السكاكين" التي أقدمت عليها المجلة بموجة انتقادات واسعة النطاق في وسائل الإعلام الإيطالية وكذلك في مواقع التواصل الاجتماعي عبر الإنترنت، حيث تمحورت معظم التعليقات حول الرفض والادانة وعدم الاستحسان ووصف كثيرون تلك الخطوة بأنها "تفتقر إلى الذوق" لا سيما وانها تشكل اساءة بالغة إلى مشاعر أسرة الضحية ميرديث كيرشر على وجه الخصوص.