يواجه حزب "الوفد" أزمة عاصفة قبل نحو 40 يوما على انطلاق الانتخابات البرلمانية، مع بروز انقسامات على السطح على مستوى قياداته وقواعده بالقاهرة والمحافظات، بسبب إصراره على بها ترشيح بعض نواب وأعضاء الحزب "الوطني" المنحل على قوائمه الانتخابية. ففي إطار سلسلة من الأزمات الحادة التي واجهها "الوفد" على مستوى لجان الحزب بالمحافظات، رفضت قيادات الحزب بالبحيرة بشدة ترشيح "الفلول" من أعضاء الحزب المنحل على قوائم الحزب وقدم البعض استقالته فيما لوح آخرون باستقاالتهم، إذا لم يتراجع الحزب عن ذلك. وأعلن عماد فوزي رئيس لجنة "الوفد" بمركز دمنهور، أنه تقدم باستقالته من منصبه إلى الدكتور السيد البدوي رئيس الحزب، بسبب "تلاشي الأمل في إمكانية التغيير والإصلاح بالحزب والذي كان في مقدمة الأحزاب المصرية، وبات الآن في ذيلها بسبب التأييد المطلق لرئيس الحزب وغياب لغة الحوار والاستماع إلى الرأي الآخر، وفرض الرأي الخاطئ". وقال فوزي في نص استقالته التي اطلعت عليها "المصريون": "يبدو أنني كنت أبحث عن حزب الوفد الذي أسسه سعد زغلول وليس حزب الوفد الجديد الذي أعيد تشكيله في الثمانينيات، ولكني بعد 4 سنوات من البحث والصبر لم أجده فكان لزاما علي أن أرحل خاصة بعد 25 يناير". وكان فوزي قد انضم لحزب "الوفد" في عام 2007 بعد أن استقال من عضوية الحزب "الوطني" احتجاجا علي الفساد الذي كان مستشريا وقتها على أمل أن يجد ضالته في حزب "الوفد" العريق، لكن كانت صدمته بحقيقة أن الجو العام لا يصلح للعمل السياسي، بحسب تعبيره. وخاطب رئيس الحزب بقوله: "لعلك تذكر يا دكتور سيد أنني تحدثت معك في أحد اللقاءات بدمنهور قبيل الثورة وحينها تكلمت معك بصراحة وعلي الملأ في عدة أمور لا تعجبني في الحزب وكانت أغلب ردودك مسكنات وكلاما براقا جميلا غير قابل للتطبيق على أرض الواقع، وأنا علي يقين انك تتذكر هذا الحوار جيدا لأنني الوحيد الذي انتقد الأوضاع صراحة وفي كلامي ذكرت المشكلة والحل لدراسته، وقد ترك لدي هذا اللقاء انطباعا بأن الأوضاع لن تنصلح بهذا الشكل الذي أراه، لأن الكل مؤيد لرئيس الحزب وسياساته، وحينها انهالت عليك برقيات التأييد من كل اللجان وأنت على المنصة، لكن ألم تسأل نفسك لماذا لم تصلك برقية تأييد من لجنة مركز دمنهور؟ والجواب لكي لا تجهد نفسك بالبحث عنه لأنني غير راض نهائيا عن السياسات المتبعة في الحزب من القمة للقاع". وفي مركز ايتاي البارود، قدّم محمد الغول رئيس لجنة "الوفد" استقالته ومعه قائمة الحزب التى تم إعدادها لخوض الانتخابات بالدائرة الثانية بالبحيرة- التى تشمل مراكز الدلنجات وايتاى البارود وشبراخيت والرحمانية وكوم حمادة ووادى النطرون وبدر وغرب النوبارية- والتي تضم كلا من اللواء أحمد كمال سعد وحمدى نوفل ومحمد الخرادلى ومحمد الغول والدكتور شبل الكيلانى ومروان كريم وآمال العلقامى. وجاء ذلك اعتراضا على عدم الموافقة على اعتماد تلك القائمة، ومحاولة الحزب فرض أحد المرشحين عمال على رأس القائمة دون رغبة الأعضاء الباقين مما دعاهم إلى الاستقالة وتوقيع استمارات الانضمام الى حزب "الإصلاح والتنمية" الذى يرأسه رامى لكح وعمل التوكيلات اللازمة للترشح على قائمته. في الوقت الذى رفض فيه محمد الخرادلى النائب السابق عن الحزب "الوطني" - شعب وشورى- الترشح على قائمة "الإصلاح والتنمية" من أجل الانضمام لحزب "المواطن المصرى"، كما أن حمدى نوفل أحد الذين تقدموا للمجمع الانتخابى للوطنى فى الانتخابات السابقة وعلمت "المصريون"، أن هناك مفاوضات تجرى بين سكرتير حزب "الوفد" محسن نوار وأعضاء القائمة المنشقة لإثنائهم عن قرارهم بالترشح على قائمة "الإصلاح والتنمية" والعودة الى "الوفد"، فيما يستكمل المرشحون قائمتهم للتقدم بها غدا باسم "الإصلاح والتنمية".