أصدر البرلمان الأوروبي، مساء أمس الأربعاء، قراراً، يدعم مزاعم متعلقة بأحداث عام 1915، على إعتبار أنها"إبادة جماعية ضد الأرمن"، كما يطالب القرار تركيا بقبول تلك المزاعم وفتح أرشيفها. ويبدو أن القرار الذي تبناه البرلمان الأوروبي، والتصريحات المتكررة لبابا الفاتيكان بهذا الخصوص، ضربت بعرض الحائط الجهود والخطوات التاريخية التي أقدمت عليها تركيا، من أجل حل تلك المسألة، وتبددت آمال التوصل إلى حل، من خلال أبحاث المؤرخين بشكل موضوعي، تحت وطأة طمع أرمينيا السياسي، بالتعاون مع اللوبي الأرمني في العالم. خطوات تاريخية أقدمت عليها تركيا خلال 2005 – 2015 في عام 2005، دعا الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" - إبان توليه رئاسة الوزراء- إلى فتح تحقيق موضوعي من قبل مؤرخين، يبحثون فيه الحقبة التاريخية المشتركة التي تهم كلاً من تركياوأرمينيا، إلا أن تلك الدعوة لم تجد إستجابة من قبل أرمينيا. ووقع البلدان عام 2009 بروتوكولات تفتح المجال أما تطبيع العلاقات التركية-الأرمينية، إلا أن أرمينيا قامت عام 2010 بتجميد تلك البروتوكولات من جانب واحد، كما قام رئيس أرمينيا "سيرج ساركيسيان"، بسحبها (البروتوكولات) من البرلمان في شباط/فبراير 2015. أرسل الرئيس التركي أردوغان، في 23 نيسان/أبريل 2014 رسالة تعزية إلى الأرمن، وكانت سابقة في تاريخ تركيا، إذ تقدم بالتعازي لأحفاد الأرمن الذين فقدوا حياتهم في أحداث عام 1915، قبل يوم من المناسبة السنوية لتلك الأحداث، وورد في رسالة التعزية "نتمنى أن ترقد أرواح الأرمن الذين فقدوا حياتهم في الظروف التي واكبت مطلع القرن العشرين بسلام، ونتقدم بالتعازي إلى أحفادهم"، وتم نشر رسالة التعزية الفريدة من نوعها، بتسع لغات، بينها اللغة الأرمينية. تجاهل الرئيس الأرميني ساركيسيان، رسالة أردوغان، في الخطاب الذي ألقاه في 24 نيسان/أبريل 2014 –بعد يوم من إرسال الرسالة – بمناسبة الذكرى السنوية "للمجازر" المزعومة، ولم يأت على ذكرها إلا بعد قرابة شهر من الزمن. وعند تطرقه للرسالة قال ساركيسيان، "إنها لا يمكن أن تكون بديلاً عن الإدانة، وإنه لا يمكن الإقدام على نصف خطوة، وأخذ نتائج جدية منها"، بحسب قوله، كما تطرق ساركيسيان إلى ما هو أبعد من ذلك، حيث أرسل في الخطاب نفسه دعوة إلى أردوغان، يدعوه فيها لحضور الاحتفال بالذكرية المئوية ل "المجازر" المزعومة، التي ستنظم في العاصمة الأرمينية "يريفان"، في 24 نيسان/أبريل 2015. وجهت تركيا دعوة إلى أرمينيا، للمشاركة في احتفالات الذكرى المئوية الأولى، لحرب "جناق قلعة"، التي يحضرها مسئولون رفيعو المستوى محليا ودوليا، والتي يتم خلالها توجيه رسالة سلام وأخوة إلى العالم بأسره. ورفض الرئيس الأرميني دعوة الرئيس أردوغان، معتبراً أنها "مخالفة للأعراف الدبلوماسية"، بحسب تعبيره، وجاء في رسالة الرفض "إن الأرمن لا يقبلون أن يكونوا ضيوفاً عند ضيف سبق أن رفض استضافتهم له". بدأت أرمينيا منذ مطلع 2015، بحملة دولية ضد تركيا والشعب التركي، وكانت أول خطوة من قبل الحكومة الأرمينية، أن سحبت بروتوكولات تطبيع العلاقات التركية – الأرمينية من البرلمان الأرميني. ترأس بابا الفاتيكان "فرنسيس"، في 12 نيسان/أبريل 2015، قداساً بمناسبة الذكرى المئوية لأحداث 1915، قال فيه "لقد شهد العالم ثلاث مآسي في القرن الأخير، أولاها تلك الإبادة الجماعية مطلع القرن العشرين، والتي ارتكبت بحقكم أنت الأرمن"، بحسب قوله. وبعد ثلاثة أيام فقط من تصريح بابا الفاتيكان آنف الذكر، تبنى البرلمان الأوروبي بالأغلبية، مشروع قرار يصف فيه أحداث 1915 ب "الإبادة الجماعية".