بغض النظر عن اختلافى أو اتفاقى مع موقف المشايخ من قضية النصارى والأسيرات وماسبيرو ، لكنى أستغرب جداً كيف لم يحملهم المجتمع على الرؤوس بعد أن أظهروا حساً وطنياً عالياً وإحساساً راقياً بالمسئولية خلال حملة ماسبيرو . مشايخ الدعوة السلفية الذين يستطيعون حشد 5 ملايين نفس على أقل تقدير ، والذين تعرض دينهم للعدوان ، وتعرضت عقيدتهم للسخرية والاستهزاء ، وتعرضت مشاعرهم للإهانة والاستفزاز لأعلى درجة ، ومع ذلك تحملوا ما لا يتحمله بشر ، وكظموا غيظاً يقتل أمة ، بغرض منع بحور من الدماء ، وسنوات من الفوضى ، لو أنهم فقط ألمحوا لأتباعهم بأى من معانى رد العدوان وردع الصائل . الفيديوهات والمقاطع التى انتشرت على الشبكة العنكبوتية قبل وأثناء وبعد حملة ماسبيرو تفلق الحجر حتى تخرج منه الدماء، المقاطع المنشورة لا تدع لأقل ذرة حلم موضعاً ، ولو خرج بعضهم عن حلمه ورشده ، فنادى واسلاماه ، ما كان ليلام ، كيف وقد سب النبى صلى الله عليه وسلم ، كيف وقد رأينا تهديدات بالقتل الشنيع ، كيف وقد بلغ السيل الزبى ؟ والله لكأنى بهم وهم يشاهدون هذه المقاطع والدماء تغلى فى عروقهم ، والغضب يزلزل كيانهم ، ومع ذلك فما صدر من واحد منهم حرفاً واحداً يعرض أمن الوطن للخطر ، بل ابتلعوا مراراتهم ، وكظموا غيظهم ، وكتموا صرخة لو خرجت لأحرقت حرارتها مالا يعلمه إلا الله ، ثم خرجوا يطلبون التهدئة ويغفرون الإساءة وينصحون الجميع بألا يغامروا بمصر الجديدة أهؤلاء هم سبب كل نكبة ، وأصل كل بلاء ، أهؤلاء الذين هدموا الأضرحة ، وشرعوا حد قطع الأذن ، ويسكبون ماء النار ؟ تبا للجحود والنكران ، وتعساً لجماهير مشغولة بلقمة العيش ، ودوامة دروس الأولاد ، ومواعيد الامتحانات ، والليجا الأسبانى سحقاً لنخبة فاجرة عديمة الحياء استمرأت أن تسير بعورة مكشوفة أمام الناس