تعهد الرئيس النيجيري المنتخب حديثا، محمد بخاري، ببذل أقصى جهد للعثور على عشرات الطالبات اللواتي اختطفهن مسلحو جماعة "بوكو حرام" في العام الماضي، غير أنه أقر بأنه لا يمكنه أن يعد بالعثور عليهن. وقال "بخاري" في بيان مساء أمس الإثنين، "اليوم نتذكر اختطاف 276 فتاة من مدرسة في شيبوك قبل عام. هذه الجريمة أثارت حقا غضبا في كل من نيجيريا وجميع أنحاء العالم". ووعد بأنه سيبذل أقصى جهد لإنقاذ الفتيات بمجرد توليه السلطة أواخر مايو المقبل، مضيفا: "لا نعرف ما إذا كان يمكن إنقاذ فتيات شيبوك، فلا تزال أماكن وجودهن غير معروفة". ومضى قائلا "بقدر ما أتمنى ذلك، لا يمكنني أن أعد بأننا يمكننا أن نعثر عليهن، ولكني أقول لكل والد أو فرد عائلة أو صديق للأطفال (الفتيات) أن حكومتي ستبذل كل ما في وسعها لإعادتهن إلى بيوتهن". ولا يزال مصير أكثر من 200 طالبة مجهولا، بعد أن أعلنت جماعة "بوكو حرام" المتشددة، مطلع مايو 2014، مسؤوليتها عن خطفهن من مدرسة "شيبوك" بولاية "بورنو" (شمال شرق) في 14 أبريل الماضي، واعتبرتهن "أسيرات حرب". وفي وقت لاحق، عرض زعيم الجماعة، أبو بكر شيكاو، في تسجيل مصور مبادلة الفتيات المخطوفات بناشطين تابعين للحركة تحتجزهم السلطات النيجيرية. وآنذاك، تصدرت أخبار الطالبات المختطفات عناوين الصحف العالمية، وعرضت العديد من الدول، ومن بينها الولاياتالمتحدة، مساعدة نيجيريا في العثور على . وحتى الوقت الراهن، لم تؤت جهود الحكومة لإنقاذ الفتيات ثمارها، ما أذكى مشاعر من الاستياء والإحباط في صفوف أولياء أمورهن. وتابع "بخاري": "دعونا نستغل هذه الذكرى لتذكير بعضنا البعض بأن الهجوم على شيبوك كان هجوما على أحلام وتطلعات شبابنا". واختتم بالقول: "نقف متحدين في تعهدنا بمقاومة الإرهاب في نيجيريا- ليس فقط من خلال السبل العسكرية ولكن أيضا من خلال قوة الفرصة والأمل في مستقبل أفضل للجميع". وفي 1 أبريل الماضي، فاز بخاري، الذي يؤدي اليمين الدستورية رئيسا للبلاد في 29 مايو المقبل، بالانتخابات الرئاسية متقدما بفارق 2.5 مليون صوت على منافسه الرئيس الخاسر غودلاك جوناثان من جميع الولايات النيجيرية. وعلى الرغم من نجاح الجيش النيجيري مؤخرا في استعادة عدة مناطق كانت تخضع لسيطرة "بوكو حرام" التي استولت سابقا على مناطق واسعة بولايات "أداماوا"، و"بورنو"، و"يوبي" شمال شرقي البلاد، تظل الجماعة المتشددة مصدر قلق أمني كبير في المنطقة. وتقاتل نيجيريا منذ أكثر من 6 سنوات جماعة "بوكو حرام" المتمردة التي حصدت عملياتها حياة عشرات الآلاف، وشردت أكثر من 6 ملايين شخص على الأقل، ودمرت البنية التحتية في أجزاء كثير من البلاد. وتعني بوكو حرام، بلغة قبائل "الهوسا المنتشرة في شمالي نيجيريا "أن التعليم الغربي حرام،، وقد تأسست كجماعة مسلحة في في يناير 2002، على يد محمد يوسف، وتقول إنها تطالب بتطبيق الشريعة الإسلامية في جميع ولايات نيجيريا، حتى الجنوبية ذات الأغلبية المسيحية.