عندما تحدث مرشد الإخوان السابق مصطفى مشهوررحمه الله في حوار صحفي عن "الجزية" و "أهل الذمة" ، كان الصحفي المحاور جاهلا أصلا لا يفهم معنى و دلالة المصطلحين من جهة فضلاعن سوء نيته من جهة أخرى . لم يتعلم الإخوان من الدرس وقسوته الذي ترتب اعلاميا على تصريحات المرشد ،وكيف تم اصطياده للتشهير بالجماعة و منها إلى التعريض بالإسلام ،و النيل من قدرته على الموائمة مع "مفهوم المواطنة" و الدولة المدنية الحديثة ،وذلك في عز التحالف العلماني مع السلطة ضد المشروع السياسي الإسلامي الذي كان مطروحا و بقوة حتى تسعينيات القرن الماضي . طرح السؤال عن أهل الذمة والجزية على هذا النحو و في هذا الوقت لم يكن لهما محلا من الاعراب بالمرة ، فالسؤال حتى لو افترضنا حسن نيته ، كان افتراضيا و لايسأل عن "مخاوف" حقيقية لواقع سياسي حقيقي ، فلا الإخوان في الحكم و لا الدولة الإسلامية عادت و لا الخلافة قامت ،ما يستدعي جر الإحوان إلى مثل هذا الموقف في وقت بدوا لنا فيه بأنهم غير مؤهلين للإجابة عليه ،أو على الأقل فإن المرشد لم يكن مؤهلا لافقيها ولاسياسيا لرد عليه ، فأخذته المفاجأة مأخذ الرد على السؤال بمنطق كان في حينه سليل سياق سياسي مغاير. كان السؤال "فخا" كما بينت الأحداث و ردود الأفعال التي ترتبت عليه في حينه ، و المشكلة أنه ظل "حجة" على الإخوان ودليل "إدانة" على أنهم دعاة دولة دينية لامدنية . فيما يتعمد غلاة العلمانيين في توظيفه بشكل يتجاوز الإخوان كجماعة سياسية ، ليمس الإسلام في شقه السياسي و الحقوقي بالغمز و اللمز و التشهير الفج في كثير من الأحيان و الخجول بشكل أقل. لم يتعلم الإخوان من "دروس الأفخاخ" على كثرتها و على ما تركته من مرارة و مشاكل كثيرة وهذا أمر غريب حقا ! و لقد كتبت منذ أسبوع تقريبا ، في هذه الزاوية لافتا نظر الإخوان إلى خطورة "الفخ الطائفي" الذي نصبه لهم التيار القبطي الطائفي في مصر ، و جماعة صحيفة وطني المتطرفة ، فيما عرف ب"الحوار" بين الجماعة و الأقباط. خاصة وأن الجماعة لاتمثل إلا نفسها كجماعة سياسية وليس الإسلام ولاالرأي العام ، فيما لايمثل المتطرفون من الأقباط إلا انفسهم و تيار الاستقواء بالظروف الدولية الراهنة لابتزاز الدولة و المسلمين .فضلا عن أن الحوار كان "طائفيا" لا "وطنيا" و يكرس هذه القسمة الطائفية التي يريدونها أقباط المهجر على وجه التحديد ، و هو الحوار الذي رفضه أقباط وطنيون لوعيهم بما يخفيه من ملامح طائفية تتخفى تحت ستار"الحوار" ولعلي أشرت في ذات المقال إلى رأي المنسق العام لحركة كفاية الاستاذ جورج اسحاق . أنا لاأريد إلا الإصلاح و النصح لله ، .. الإخوان تكررت أخطائهم في هذا السياق كثيرا بشكل بات لافتا و يطرح الكثير من التساؤلات حول هذا الانفلات و فوضى التصريحات الصحفية و الاعلامية ، كان آخرها تصريحات المرشد الأول للجماعة د.محمد حبيب، لصحيفة روزاليوسف الخميس 2 فبراير 2006 أولا فإن النائب الأول لم يحسن اختيار الصحيفة ، و أعلم أن كثيرا من الشخصيات العامة يرفضون الادلاء بأية تصريحات لروزا اليوسف سواء المجلة أو الصحيفة لعدم أمانتهما و تحويرهما للتصريحات و لي عنقها على النحو الذي يرضى و يلبي أهدافهما ، خاصة و أنهما كما يعلم الوسط الصحفي كله يرتبطان ببعض الأجهزة الأمنية في مصر ثانيا : فإن السؤال عن الولاية العامة للأقباط" كان ايضا "فخا" وقع فيه د.حبيب بنية سليمة و براءة سياسية ليست في مكانها و لازمانها . روزا لا يهمها "ولاية القبطي" بقدر ما تقصده من احراج الرجل في وقت بالغ الحساسية بالنسبة لجماعته ، فلجنة السياسات التي تعبر عنها صحيفة روزاليوسف استبعدت الاقباط من على قوائمها الانتخابية ، خشية أن تفقد مقاعد في البرلمان ، و كان على د.حبيب أن ينتبه إلى ذلك . فالسؤال عن الولاية العامة للقبطي .. سؤال ليس هذا زمانه و لامكانه ، فهو سؤال طائفي يقصد به احراج الجماعة ، و اختلاق أزمة معها ، خاصة و أن الأقباط الآن على المستوى السياسي هم في واقع الحال "ضحايا الكنيسة" التي قزمت من ثقلهم السياسي في الشارع لقاء تعظيم سلطتها الأبوية والسياسية عليهم . فالوضع السياسي للأقباط لايقتضي بحال من الأحوال طرح هذا السؤال بالمرة .. و كان من المفترض أن يكون رد النائب الأول ، ردا يعي مغزى السؤال و خبثه . لقد استغلت بعض الأقلام القبطية رأي د.حبيب لتفتح ملف "ولاية القبطي" لتشغل به الرأي العام بافتعال قضايا طائفية بعيدة كل البعد عن الواقع و حقيقته ، و لعل ذلك يحيل الجماعة إلى التفكير جديا في أن يكون لهم متحدث رسمي لبق و مؤهل و غير قابل للضحك عليه [email protected]