وصف البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره الراعي في رسالته بمناسبة عيد الفصح، الوضع في لبنان بأنه "موت سياسي"، داعيا البرلمان الى انتخاب رئيس جديد للبلاد بعد فشل البرلمان طوال 21 جلسة عقدها بدءا منذ 23 أبريل/ نيسان 2014، من انتخاب خلف للرئيس السابق ميشال سليمان الذي انتهت ولايته في 25 مايو/آيار 2014. وقال الراعي في رسالته الى اللبنانيين عامة والمسيحيين خاصة مقيمين ومنتشرين، لمناسبة عيد الفصح، "إننا نختبر اليوم في لبنان، بنوعٍ خاص، نوعا من الموت السياسي الذي يتحكم بمصيرنا كشعب وبمصير الدولة، وينبئ أحيانا بأن لا قيامة لهذا الوطن، ولا أمل فيه لأجياله الطالعة". ورأى أن "هذا ما أحدثه الفراغ في سدة رئاسة الجمهورية منذ ما يزيد على العشرة أشهر. وقد أحدث الشلل في رأس الدولة بتعليق صلاحيات الرئيس، وفي الحكومة بتعثر ممارساتها، وفي المجلس النيابي بعجزه عن ممارسة صلاحياته التشريعية التي فقدها ويفقدها طالما لم ينتخب رئيسا للدولة"، مؤكدا أنه "لا يوجد أي مبرر دستوري لا لمقاطعة الجلسات الانتخابية بالتغيب بغية إحداث عدم اكتمال النصاب (المطلوب لعقد جلسة انتخاب الرئيس)، للحيلولة دون انتخاب الرئيس، ولا للتلكؤ عن اتخاذ أي مبادرة عملية للخروج من حالة الفراغ، وكأن الجميع باتوا ينتظرون من الخارج كلمة السر". وأضاف: "لا ننفك نخاطب، بالنداء تلو النداء، ضمائر الكتل السياسية ونواب الأمة وندعوهم جميعا للحضور إلى المجلس النيابي، والقيام بواجبهم الدستوري بانتخاب رئيس للجمهورية"، متهما بأن السياسيين يمنعون انتخاب رئيس جديد و"هذا أمر مرفوض بالمطلق من الشعب كله، ويستوجب إدانة التاريخ الصارمة والضمير الوطني". ولفت إلى أن "الشعب اللبناني مؤمن بميثاق العيش معا، مسيحيين ومسلمين، مؤمن بالمساواة والتعاون في بناء الدولة والوطن (...) وهو لا يريد الانزلاق نحو حرب مذهبية كتلك الدائرة في المنطقة، بكل أسف وألم". وأعلن الراعي التضامن "مع سائر المسيحيين في بلدان الشرق الأوسط لا سيما الذين يعانون من مآسي الحرب والهدم والإرهاب والعنف في فلسطين والعراق وسوريا"، مردفا: "نعرب أيضا عن قربنا وتضامننا مع جميع المواطنين في هذه البلدان وفي اليمن".