ما رأيكم دام فضلكم لو تحاكمنا جميعا معشر الإعلاميين إلى حكم عادل يستند إلى قوانين المهنة التي صارت مهنة من لا مهنة له. وهل التلفزيون الرسمي افتقد المهنية بينما استمسكت كل القنوات بعروة المهنة الوثقى ؟أشك كثيرا ولست أدافع عن شخص أو هيئة .كما لا أوافق أو اتفق مع شخص محدد أو مبنى.فلحسن الحظ -ولحسن الحظ فقط - كنت إجازة في ذلك اليوم.وعليه فلست في موقف المنتقد لآداء زملائي فهذا لا يليق,كما من الصعب ارتداء عبأة المحام للدفاع عن مبنى ماسبيرو ,يعني ومن الآخر أكتب هذا الكلام بصفتي مواطنا أحب هذا البلد...ويطرح فكرة( لجنة قياس جودة ضمير). تخضع لها كل الفضائيات والصحف.التي أجزم أن جميعها تقاسم طبق الفتنة اليومي. فعند الفتنة يصير مداد القلم نفطا ويتحول سن القلم حد سيف مغموس بالسم,وكيف لي أن أكتب على جسد مصر قصيدة محروقة,والأرض محروقة والاشلاء منتشرة,وتاه الظالم بين الظلمة,وانسحبت الحكمة وتصدر الجهل المشهد,والإعلام يا سادتي الكرام صناعة قد يتميز فيها اليوم المنافق والمتزلف قربى,والمتسامح في أشياء كثيرة ربما بينها الشرف المهني .ولكن غدا للمحترمين قريب. قلت وسأقول حتى يقضى الله أمرا كان مفعولا:إن مصيبة مصر اليوم وأمس وربما غدا وحتى إشعار بعيد هو صناعة الإعلام وصنيعته التي تنطلق بالكلمة فتصبح في ساعات دما وضحايا,الإعلام بوسائله,والإعلام بشقيه الرسمي والمستقل إلا من رحم ربي وأحب مصر. من أجل هذا أطالب بلجنة تقصي حقائق و قياس جودة ,ليست كلجان تقصي الحقائق التي ذرت الريح تقاريرها,ولا كلجان وهيئات قياس الجودة التي تسربت الرشا إلى أدراجها,لجنة محترمة وربما كانت لجنة أجنبية ,أو من مصريين ذوي خبرة أجنبية.يقسمون بالله العظيم أن يقدموا كلمة حق للجمهور وللجمهولا فقط ,يقدموا بيانا للناس لتمييز القدم من الراس ,ونضع بين أيديهم عشرات الساعات على الهواء لكل التلفزيونات التي غطت أحداث ماسبيرو الدامية وعشرات الصحف التي امتلأت أوراقها تعليقا وتضمينا لمظاهرات المسيحيين . لجنة تقول لنا من أخطأ ومن أصاب .من حرض ومن حرض بالضد,من أمسك المصحف ومن رفع الصليب .من سخن ونفخ الكير,ومن أطل علينا كالبهلوان بغير ضمير.لجنة حقيقية بوجوه غير تلك التي تبحث عن موطأ قدم في توك شو. لجنة مهنية تحكم على الأمور مجردة من كل شيء إلا أبجديات المهنة كما وضعها أساتذة المهنة وخبراؤها في العالم ,مجردة من اعتبارات السياسة وانتماءات الدين وهوى العصبية وتوجه الفئوية والطائفية.لجنة تواجهنا بالحقيقة في زمن (خلطة الضيوف السحرية) التي يمتزج فيها الصراخ بالتطرف بأعاجيب الزمن. لجنة تتحقق من قائمة هواتف كل معد وصحفي وتسأل:لماذا هذا الضيف في تلك الساعة,ولماذا التكرار يا معشر الشطار؟. لجنة مهنية تصدر حكما على كل من يدعي المهنية,إذ العجيب أن المذيع والصحفي والإسكافي والإرجافي و الدكتور والطرطور و عين قلب الفلول,الجميع يقسم بالله ثلاثا أن مرجعيته المهنية,ولا ضر ضرك كلنا يدعيها,وهي بريئة من معظمنا . من أجل مصر ولأجل إعلام مصر,ولأجل ولدي و ولدك وابنتي وابنتك أطالب بهذه اللجنة أو فإني أدعو الله وقولوا آمين بأن يفضح كل من همه مجرد كسب ساعة شهرة ولو على حساب بلد. [email protected]