دعا الدكتور رفيق حبيب نائب رئيس حزب "الحرية والعدالة"، المنبثق عن "الإخوان المسلمين"، المتظاهرين الأقباط إلى التعبير عن إرادتهم بشكل سلمي، دون اعتصامات تدفع مثيري الفوضى إلى اختراقها لإثارة الفتن. وحذر من أن "هناك أياد خارجية تعمل على إثارة الفوضى في البلاد، وأياد داخلية كثيرة تنسب نفسها للثورة وهي من فلول النظام البائد تعمل على إثارة الفوضى أيضًا؛ بهدف إحباط الشعب ودفعه للصدام مع الجيش". وأكد حبيب أن "هذه الأحداث تضر بتماسك المجتمع، وتضر بالأقباط أنفسهم سياسيًّا واجتماعيًّا", ودعا الأزهر الشريف والكنيسة إلى الاجتماع فورًا، ووضع قانون لتنظيم دور العبادة تبعًا للحاجة السكانية، والاتفاق على ذلك للمساهمة في حل أزمة الأقباط، عقب تصريحات محافظ أسوان بشأن كنيسة "المريناب" في مدينة إدفو. من جانبه، دعا الدكتور يوسف القرضاوي رئيس "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين"، الشعب المصري إلى ضبط النفس، وعدم المسارعة إلى الغضب، معربًا عن أسفه من تبعات مظاهرات الأقباط أمام مبنى اتحاد الإذاعة التلفزيون. وقال إن هذه فترة انتقالية وليست أساسية، ولا يجب تكثيف الأعباء على رجال الفترة الانتقالية, وطالب ممثلي السلطة والشعب بالتصالح لعدم تفاقم الأمور، والتكاتف من أجل الاستعداد لمرحلة إجراء الانتخابات البرلمانية، وتشكيل الحكومة وانتخاب رئيس الدولة، وهو الأمر الذي سيؤدي إلى حل كافة المشاكل بعقلانية وسلمية , ودعا الشعب المصري بأقباطه ومسلميه إلى التماسك والتكاتف، وتأجيل مطالبهم الفئوية لحين انتقال السلطة إلى حكومة منتخبة؛ لأنها القادرة على حل المشاكل، محذرًا الشعب المصري ممن يردون إشعال النار وإثارة الفتن لعرقلة مصر عن الاستقرار والبناء. وشدد القرضاوي على ضرورة أن نكون عقلاء وننظر بعين الحكمة إلى الحاضر والمستقبل, مؤكدا أن مصر العظيمة هي التي تستطيع أن تصنع الكثير للأمة العربية والإسلامية والعالم بأسره. كما أعربت المشيخة العامة للطرق الصوفية ونقابة السادة الأشراف عن استنكارهما للأحداث الدموية التي شهدتها منطقة ماسبيرو مساء الأحد وأسفرت عن سقوط 24 قتيلاً وإصابة أكثر من 300 آخرين بجراح. وحذر الدكتور عبد الهادي القصبي، شيخ مشايخ الطرق الصوفية من الوقوع في فخ المخططات المشبوهة التي لا تريد لمصر خيرًا، قائلا إن "هناك قوى لا تريد الخير لمصر". وانتقد المظاهرات الطائفية أو الفئوية في هذه المرحلة الانتقالية التي ترتب فيها القوات المسلحة لنقل السلطة قائلاً إنها "لا تصب في مصلحة الوطن". وطالب سرعة الكشف عن ملابسات الأحداث، وناشد الشعب المصري اليقظة والحفاظ على وحدته الوطنية. من جهته، اعتبر السيد الشريف نقيب السادة الأشراف، أن ما يحدث يعد مؤامرة بكل المقاييس, وأن الشعب سيواجهها. وطالب بسرعة احتواء الأزمة وأن يتم معالجتها بين علماء الدين الإسلامي ورجال الدين المسيحي بعيدًا عن التعصب والغلو, ودعا جميع أبناء الوطن إلى التمسك بوحدتهم الوطنية وإحباط محاولات الوقيعة والفتنة وتوقيع أقصى العقوبة على من يتلاعب بمقادير البلاد ويثير الفتنة.