قرية التحف تتحول إلى صناعة القلل.. صناع الصدف يغلقون ورشهم.. والقفاصين يطالبون بنقابة للحفاظ على المهنة ثلاث قرى بمحافظة المنوفية، كل واحدة منها تمتهن مهنة تقوم عليها القرية، حيث تجد أن أغلب أهلها يعملون فى هذه المهنة بل أن القرية أصبحت معروفة على مستوى الجمهورية بسبب هذه المهنة، حيث يأتى لها التجار والراغبون فى الشراء من جميع أنحاء البلاد بسبب تميزها. وقد تراجع الإقبال بعد أن تم إغلاق الورش وتشريد العمال، وأصبحت هذه القرى مهددة بانقراض تلك المهن والسبب هى الظروف الاقتصادية القاصية التى تمر بها البلاد وكثرة الضرائب وعدم وجود من يحتضن هذه المهن ويراعها ويهتم بالعمال. جريس قرية صغيرة بمدينة أشمون، فى محافظة المنوفية تبعد 7 كيلو مترات عن المدينة اشتهرت بصناعة الفخار وتصديره لكل المدن. وأضاف أحد العاملين فى المهنة أنهم كانوا فى الماضى ينتجون الأنتيكات والتحف إلا أنهم توجهوا إلى القلل بسبب ارتفاع أسعار المادة الخام "الطفلة" التى يتم بها تشكيل الأوانى الفخارية إلى جانب مشاكل مع وزارة البيئة فى طريقة الحرق بالحطب . وطالب أبناء القرية، بإنشاء معارض لمنتجاتهم لعرضها وبيعها حيث إن المهنة ستنقرض لعدم قدرتهم على تسويق منتجاتهم مؤكدين أن العديد من طلاب كليات الفنون الجميلة والتطبيقية بالقاهرة والإسكندرية يأتون لإعداد دراسات عليا عن الفخار. وفى قرية ساقية المنقدى، التى تقع بين مدينتى أشمون ومنوف على الضفة الشرقية لنهر النيل بفرع رشيد، احترفت صناعة علب حفظ المجوهرات المطعمة من الصدف حيث لا يخلو منزل أو شارع من صناعة المنتجات الصدفية بخامات بسيطة وامتد ذلك إلى الحقول، حيث كان يعمل بالمهنة جميع أبناء القرية باستخدام خامات بسيطة من خشب ومواد لاصقة لتخرج التحف الفنية والأنتيكات والتى تباع فى الأسواق المحلية فى القاهرة والموسكى والإسكندرية. ويعود تاريخ المهنة إلى عام 1977 حيث أقام أحد أبناء القرية ورشة للتطعيم بالصدف، حيث أتقن المهنة وعمره 6 سنوات من أحد أقاربه بالقاهرة وعاد إلى القرية وقرر افتتاح ورشة خاصة به التحق بها العشرات من شباب القرية والتى كانت تسودها البطالة. وأضاف أحد الأهالى، أن القرية كان بها أكثر من 70 ورشة يعمل فيها جميع أبناء القرية من خريجى الجامعات وكذلك أصحاب المؤهلات المتوسطة وتنوع الإنتاج بين العلب المطعمة بالصدف مختلفة الأحجام والأشكال والقطع الفنية الأخرى التى تستخدم فى التزيين والديكور بالإضافة إلى إنتاج غرف الاستقبال والصالونات وجميعها تطعم بالصدف. كما يمتد التطعيم بالصدف إلى البراويز ورقع الشطرنج ومنابر المساجد وحوامل المصاحف. وأكد أهل القرية أنهم يواجهون صعوبات الآن أهمها التسويق فى ظل ضعف إقبال السياحة، و أنهم فى محاولة فتح أسواق جديدة يمكن من خلالها تسويق منتجات الصدف، حيث يتم استخدام الشبكات الاجتماعية كالفيس بوك فى عرض المنتجات . وأضاف، أن صناعة الصدف مهددة بالانهيار وبالفعل هناك من أغلق ورشته لأنه لم يستطع مواجهة تلك المشكلات وبالتالى تهدد أهل القرية بصفة عامة بالعودة مرة أخرى فريسة للبطالة بعد أن نجحوا لسنوات فى التخلص منها لذلك لا توجد ورشة صغيرة تستطيع تكملة هذا الشغل للنهاية فيضطر صاحبها إلى السفر والعمل بورش خان الخليلى . وفى قرية شنوان، التابعة لمركز شبين الكوم والتى اشتهرت بصناعة الجريد وبمهنة القفاص، حيث يعمل أكثر من ألف شخص منذ عشرات السنين من أبناء القرية فى هذه المهنة ويصدرون صناعتهم لكل أنحاء الجمهورية إلا أنهم يعانون تهميشًا من جانب الدولة التى لا تقدم لهم أى دعم أو تأمين صحى واجتماعى ولا نقابة تجمعهم وتدافع عن حقوقهم . وأكد العاملون بالمهنة، أن صناعة الجريد تعانى منذ بداية الثورة والتى أثرت على أسعار الخام حيث كان يتم شراؤه من محافظات الصعيد بأسعار بسيطة، لكن زادت الخامات للضعف من نصف جنيه للجريدة الواحدة إلى جنيه خلال الثلاثة أشهر الماضية، مشيرًا إلى أنهم يعتمدون الآن على منطقة الجيزة " كرداسة والحوامدية" لتوريد الخام لهما. وأشار إلى أن القفاص بعد وصوله للاحترافية يستطيع صناعة 30 قفصا وكرسيًا يوميًا وهى إنتاجية عالية إلا أن المهنة تشهد هجرة لشبابها بسبب عدم وجود أى ضمانات اجتماعية لأصحابها وعدم الاعتراف بالمهنة من الأساس . وطالبوا صانعو الأقفاص بإنشاء نقابة تحمل اسم "نقابة القفاصين" أسوة بنقابة الفلاحين والنجارين وغيرها تتحدث باسم الآلاف من العاملين بهذه المهنة.