ما يحدث في العالم الإسلامي من أحداث وما وصلت إليه الأمة الإسلامية من وهن وتكالب أمم الأرض على الإسلام والمسلمين ونزعت الرحمة من قلوب الكثير من المسلمين بعد أن كانوا خير أمة أخرجت للناس لأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر فأصبح المعروف لا يؤمر به والمنكر لا ينهى عنه وأصبحت المتناقضات والاختلافات والشقاق والفرقة تسود الأمة الإسلامية وأصبح كل مسلم في عالم منعزل عن أخيه المسلم لا يبالي به ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " المسلم اخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ومن فرج عن مسلم كربه فرج الله عنه كربه من كربات يوم القيامة ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة أخرجه البخاري . وأصبح المسلم غارقا في شهواته ولا يبالي بأوامر الله وحدوده وشريعته وهل أمة تسير على منهج الله وشريعته يحدث بها ما نسمع وما نرى الآن ! فقد طالعتنا وسائل الإعلام يوما بحفل زفاف رجل أعمال انفق في ليلة واحده ( ليلة زفافه ) ملايين الجنيهات ودفع ملايين مهر ومؤخر صداق و كان فستان الزفاف مرصع بالماس رجل واحد ينفق هذه الأموال ولا يبالي كم أنفق ؟ وفيما أنفق ؟ كم يملك من الأموال ؟ وكيف جمع هذه الأموال ؟ ومن أين؟ وناس تموت بل شعوب تموت من الجوع ومن المرض ومن شدة الفقر أين يعيش هذا الرجل ؟ في مصر أم بعيدا عنها ، هل في عزله عن أحوال الشعب المصري وهمومه ومعاناته ومطالبه وحوائجه فالصحف مليئة بالمناشدات والشوارع تنطق بأحوال الناس ولا حول ولا قوة إلا بالله . قال تعالى : " آمنوا بالله ورسوله وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه فالذين آمنوا منكم وأنفقوا لهم أجر كبير" .. "الحديد : 7" قال ابن كثير في تفسيره : أمر تبارك وتعالى بالإيمان به وبرسوله على الوجه الأكمل والدوام والثبات على ذلك والاستمرار ، وحث على الإنفاق مما جعلكم مستخلفين فيه أي مما هو معكم على سبيل العارية فإنه قد كان في أيدي من قبلكم ثم صار إليكم فأرشد تعالى إلى استعمال ما استخلفهم فيه من المال في طاعته فإن يفعلوا وإلإ حسابهم عليه وعاقبهم لتركهم الواجبات فيه وقوله تعالى " مما جعلكم مستخلفين فيه " فيه إشارة إلى انه سيكون مخلفا عنك فلعل وارثك أن يطيع الله فيه فيكون أسعد بما أنعم الله به عليك منك أو يعصي الله فتكون قد سعيت في معاونته على الإثم والعدوان . قال الإمام احمد حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبه سمعت قتادة يحدث عن مطرف يعني ابن عبد الله بن الشخير عن أبيه قال انتهيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول " ألهاكم التكاثر " يقول ابن آدم مالي مالي وهل لك من مالك إلا ما أكلت فأفنيت أو لبست فأبليت أو تصدقت فأمضيت ؟ ورواه مسلم من حديث شعبه به وزاد وما سوى ذلك فذاهب وتاركه للناس وقوله تعالى " فالذين آمنوا منكم وأنفقوا لهم أجر كبير " ترغيب في الإيمان والإنفاق في الطاعة. " تفسير ابن كثير" قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تزول قدما ابن آدم يوم القيامة من عند ريه حتى يسأل عن خمس: عن عمره فيما أفناه ؟ وعن شبابه فيما أبلاه ؟ وماله من أين اكتسبه ؟ وفيما أنفقه ؟ وماذا عمل فيما علم " " صحيح " ألا يعلم هذا الرجل أن ماله المكنز قد فرض الله عليه زكاه قال الله تعالى : " إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم " " التوبة : 60 " وحذر الله عز وجل ممن لا يخرج زكاة ماله قال الله تعالى :" والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم ، يوم يحمي عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون " " التوبة : 34 - 35 " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من آتاه الله مالا فلم يؤد زكاته مثل له يوم القيامة شجاعا أقرع ( نوع من الثعابين ) له زبيبتان يطوقه يوم القيامة ثم يأخذ بلهزمتيه( يعني شدقيه ) ثم يقول : أنا مالك أنا كنزك ثم قال النبي صلى الله علية وسلم " ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيرا لهم بل هو شر لهم سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة " ..." صحيح أخرجه البخاري والنسائي وأحمد عن أبي هريرة " فليحذر رجال الأعمال وأصحاب الأموال فالمال فتنه والموت لا يأتي إلا بغتة وأن النعمة أما أن تزول أو يزول صاحبها فكيف نلقي الله ؟ قال الله تعالى : " واتقوا يوما ترجعون فيه إلي الله ثم توفي كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون "... " البقرة: 281 " ما أحلمك يا الله وما أصبرك فالكون ملئ نقرأ ونسمع أشياء تشيب لها الأبدان وتهتز لها القلوب وتدمع لها العيون ولا يقام حد ولا شريعة الله حتى تستقيم الأمور وينصلح أحوال العباد ، فعجبا من حلم الله وصبره ولا يقدر على ذلك إلا الله عز وجل ولو علمنا قدرك ما عصيناك ، فإي ربي ما أحلمك ما أحلمك سبحانك نرجو عفوك ومغفرتك . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ليس أحد أصبر على أذى سمعه من الله، وأنهم ليدعون له ولدا، ( يجعلون له ندا )، وإنه ليعافيهم ( ويدفع عنهم ) ويرزقهم، ( ويعطيهم ) "... " أخرجه البخاري ومسلم " وكلمة إلى العلماء الكرام:- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ...... وإن العلماء ورثه الأنبياء وأن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ افر ".. " صحيح " فمسئوليه العلماء عظيمة وكبيرة أمام الله عز وجل ، فمن ينصح الحكام ومن ينصح الشعوب ومن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر فالشعوب في حيره والفساد عريض . وابن باز رحمة الله ماكان يترك أمر من أمور المسلمين ولا حدث من الأحداث إلا كان ناصحا أمينا للأمة الإسلامية ، وكم من رسائل كان يوجهها إلى المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها . فأين العلماء الآن من ذلك ؟ وأين العلماء من واقع الأمة الإسلامية ؟