الايثار خلق عظيم يعني تفضيل الإنسان غيره علي نفسه فيما يتوفر له من أسباب الخير. به تنمو مشاعر الحب والتواد والتعاون بين الناس لتقضي علي الأنانية وحب النفس. وقد مدح الله عز وجل الأنصار رضوان الله عليهم بهذا الخلق الكريم. فيقول سبحانه وتعالي "والذين تبوءوا الدار والايمان من قبلهم يحبون من هاجر اليهم ولا يجدون في صدورهمپ حاجة مما أوتوا ويؤثرون علي أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون" الحشر "9". ولهذه الآية الكريمة سبب نزول ذكرته كتب التفسير والحديث الشريف مفاده أنه أتي رجل لرسول الله صلي الله عليه وسلم فقال:أصابني الفقر والجدب. أي الفقر والجوع. فأرسل عليه الصلاة والسلام إلي نسائه فلم يجد عندهن شيئا. فقال صلي الله عليه وسلم: ألا من رجل يُضيّف هذا الرجل الليلة رحمه الله؟ فقال أبو طلحة: أنا يارسول الله. فذهب إلي أهله فقال لامرأته: أكرمي ضيف رسول الله. قالت: والله ما عندي إلا قوت الصبية. قال: إذا أراد الصبية العشاء فنوّميهم. وتعالي فاطفئي السراج ونطوي الليلة لضيف رسول الله. ففعلت. ثم غدا الرجل علي رسول الله صلي الله عليه وسلم. فقال عليه الصلاة والسلام: لقد عجب الله الليلة من صنيع فلان وفلانة. وأنزل فيهما"ويؤثرون علي أنفسهم ولو كان بهم خصاصة" أخرجه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي عن الصحابي الجليل أبي هريرة رضي الله عنه. يحرص الإسلام أن يعيش الناس إخوة متعاونين يحب بعضهم بعضًا ويدعو أتباعه إلي الانفاق في سبيل الله وتقديم المعونات للفقراء والمساكين والمحتاجين وحث المتصدقين علي تقديم العطاء. يقول سبحانه وتعالي:"آمنوا بالله ورسوله وأنفقوا مماجعلكم مستخلفين فيه فالذين آمنوا منكم وأنفقوا لهم أجر كبير" الحديد "7". ويقول الرسول صلي الله عليه وسلم فيما رواه مسلم وأبوداود:"من كان معه فضل ظهر فليعد به علي من لا ظهر له. ومن كان له فضل زاد فليعد به علي من لا زاد له" وينبغي أن يكون الانفاق في وجوه البر والخير والإحسان خالصا لله تعالي دون منّ ولا أذي وذلك حتي ينال المتصدق ثواب تصدقه وتبرعه.يقول الله عزوجل "الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله ثم لا يتبعون ما أنفقوا منًا ولا أذي لهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون" البقرة 262 لأن المن والأذي يبطلان ثواب الصدقة لقوله سبحانه وتعالي: "يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذي" البقرة 264. فالمال في الإسلام وسيلة لا غاية.پله وظيفته الاجتماعية التي يجب أن يُستخدم لأجلها وإلا كان مصدر شر لصاحبه وللناس. والانسان مسئول عن هذا المال يوم القيامة.يقول الرسول صلي لله عليه وسلم: "لن تزول قدما عبديوم القيامة حتي يسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه.وعن شبابه فيما أبلاه. وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه. وعن علمه ماذا عمل فيه" ومن الايثار قول معاذ بن جبل رضي الله عنه: "أنت محتاج إلي الدنيا والآخرة ولعلك إلي عمل الآخرة أفقر. فعليك بإيثار عمل الآخرة علي عمل الدنيا". أحمد أبوالوفا- دبلوم عام في التربية