* يسأل مصطفي القصيف مدير مركز الوطن لحقوق الإنسان: ما حقيقة نعم المال الصالح للرجل الصالح؟! ** يجيب الدكتور أحمد محمود كريمة أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر: المتأمل بحق. المتدبر بصدق. في الشريعة الغراء. يجدها أولت الأموال الحلال اهتماما كبيراً وملحوظاً يقوم علي الاعتدال ومراعاة الفطرة وتحقيق مصالح الفرد والمجتمع. مع القيام بحقوق الله عز وجل وحقوق الناس. والمال في الحقيقة والأصل قال الله تبارك وتعالي : "وآتوهم من مال الله الذي اتاكم". والإنسان مستخلف في هذا المال. قال الله سبحانه وتعالي : "وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه". والأموال أمانات يسئل عنها الإنسان يوم الحساب كما في المأثورة: "لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتي يسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه. وعن جسده فيما أبلاه. وعن علمه ماذا عمل فيه. وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه" أخرجه الترمذي . وعدّت الشريعة الإسلامية المال من الضروريات الخمس التي جاءت أحكامها لتحصيلها وحفظها وهي: الدين والنفس والعقل والمال والعرض "أو النسل". والشرع المطهر في الوحي المقدس يراعي الفطرة الإنسانية في حب المال وتملكه "زُين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب" وقوله تعالي : "وانه لحب الخير لشديد" فُسر الخير بالمال. وأصل عبارة "نعم المال الصالح للرجل الصالح"وما رواه عمرو بن العاص رضي الله عنه : بعث إليَّ رسول الله صلي الله عليه وسلم فأتيته فأمرني أن أخذ عليّ ثيابي وسلاحي ثم أتيته. قال: "ففعلت. ثم أتيته وهو يتوضأ فصعّد فيّ النظر ثم طأطأ. ثم قال: يا عمرو إني أريد أن أبعثك علي جيش فيُغنمك الله ويسلمك. وأرغب لك رغبة صالحة من المال. فقلت يا رسول الله: إني لم أسلم رغبة في المال. ولكن اسلمت رغبة في الإسلام. وأن أكون مع رسول الله صلي الله عليه وسلم فقال لي: "يا عمرو. نعم المال الصالح للرجل الصالح" رواه أحمد . وقد كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يتعوذ من الفقر فمن أدعيته: "اللهم إني أعوذ بك من الفقر والقلة والذلة. وأعوذ بك أن أظلم أو أُظلم". و"اقض عنا الدين. واغننا من الفقر". "اللهم اني أسألك الهدي والتُقي والعفوف والغني" ومدح العبد التقي الغني. وقال لسعد بن أبي وقاص رضي الله عنه : "إنك إن تذر ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالة يتكففون الناس" متفق عليه . نظرة وسطية للمال فهو وسيلة لا غاية. دون افتتان دون شره أو طمع وجشع. دون كره وبغض. * يسأل عيسي إبراهيم صالح القيناشي مدير أمن محطة بحوث مريوط بالعامرية: ما واجبنا أمام ما يحدث للمسلمين في أنحاء العالم من قتل وتشريد.. وهل هذا واجب الحكام وحدهم؟! ** يجيب الشيخ محمد عبدالهادي مدير إدارة أوقاف الهرم بالجيزة: انكار المنكر لابد أن يكون قدر الامكان سواء باليد أو باللسان وحجم المنكر في وضع بعض المسلمين في بعض الدول حجم لا يمكن للفرد أو الأفراد أن يواجهوه. بل هو واجب المسئولين في كل الدول وليس في دولة واحدة. ولا يستطيعون ذلك إلا إذا كانوا أقوياء. والأفراد حيال ذلك عليهم أن يوجهوا المسئولين إلي القيام بواجبهم. ومن استطاع علي المستوي الفردي أن يسهم في ذلك بما يستطيع فلا مانع.