"مسافة السكة" عبارة قالها الرئيس عبدالفتاح السيسي إبان ترشحه للرئاسة، كالتزام مصر بحماية الأمن القومي العربي والخليجي سريعًا إذا استدعت الحاجة. وقال: "حينما يتعرض الأمن القومي العربي لتهديد حقيقي ونستدعى فهي مسافة السكة"، في إشارة إلى سهولة إرسال قوات مصرية إلى أي دولة. وعندما سيطر الحوثيون على اليمن، وطالب الرئيس عبد ربه منصور، الدول العربية بالتدخل عسكريًا في بلاده، لإنقاذها من الميليشيات المسلحة التي تريد هدمها، وعلى الفور استجابت 5 دول خليجية "السعودية، الإمارات، قطر، الكويت، والبحرين" لطلب الرئيس اليمني، وأعلنت بدء عملية "عاصفة الحزم"، في الساعات الأولى صباح الخميس، بدعم مصر. وأعلنت رئاسة الجمهورية، أن القوات المسلحة المصرية تشارك في عملية "عاصفة الحزم" لإعادة الاستقرار والشرعية إلى اليمن. وقالت الرئاسة استجابة للنداء الذي أطلقته الجمهورية اليمنية الشقيقة، واتساقًا مع الموقف الذي اتخذته دول مجلس التعاون الخليجي بدعم الشرعية التي توافق عليها الشعب اليمنى برئاسة الرئيس عبد ربه هادى منصور، وانطلاقا من مقتضيات مسئولية جمهورية مصر العربية تجاه الحفاظ على الأمن القومي العربي بمنطقة الخليج والبحر الأحمر، واستنادًا إلى اتفاقية الدفاع العربي المشترك وميثاق جامعة الدول العربية، كان حتميًا على مصر تحمل مسئوليتها وأن تلبى نداء الشعب اليمني من أجل عودة استقراره والحفاظ على هويته العربية، وذلك من خلال مشاركة عناصر من القوات المسلحة المصرية من القوات البحرية والجوية بعد استيفاء الإجراءات الدستورية، لاستعادة الاستقرار والشرعية في اليمن. وقال الدكتور عمرو هاشم ربيع، نائب رئيس مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية ب "الأهرام"، إن مشاركة مصر في "عاصفة الحزم" تعد اختبارًا حقيقيًا لمصر لتعهدها من قبل بحماية أمن الدول العربية والتدخل فورًا في حالة ندائها لذلك. وأشار إلى أن عبارة مسافة السكة التي عبر بها الرئيس السيسي تحققت بالفعل، وطالبت مصر الدول العربية بتطبيق اتفاقية الدفاع المشترك للدفاع عن أمنها ووحدتها، كما أن المشاركة في "عاصفة الحزم" خير دليل على ذلك. وقال الدكتور يسري العزباوي، الباحث بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية ب "الأهرام"، إن مشاركة مصر في العملية العسكرية على اليمن، ضرورية للغاية، ووفاء لعبارة الرئيس عبد الفتاح السيسي "مسافة السكة" في إشارة لاستجابة مصر لأي مخاطر قد يتعرض لها أمن الدول العربية والخليجية. وأضاف، أن "ما يحدث في اليمن يؤثر بشكل كبير على مصر؛ لتأثر قناة السويس بما يحدث لو تمت سيطرة الحوثيين على مضيق باب المندب ولن تقف مصر عاجزة وستدافع عن أمنها القومي داخليًا وخارجيًا بكل السبل والوسائل".