لم تحتفل عائلة الأسيرة الفلسطينية، سماهر زين الدين، (35 عاما)، من بلدة "دوما" جنوب شرقي نابلس، بشمال الضفة الغربية، اليوم بعيد الأم كبقية العائلات، فاعتقال الجيش الإسرائيلي للوالدة حول يومهم إلى أصعب أيام العمر. شيرين البنت الكبرى للأسيرة الفلسطينية تقول لمراسل الأناضول: "كان يوما من أصعب أيام حياتي، كنا نحتفل به سنويا، لكن اعتقال والدتي حرمنا من الفرحة التي غمرت باقي البيوت". وتضيف شيرين: "صباحا جرى حديث بيني وبين شقيقي الأصغر نعيم ابن الأربعة سنوات، استيقظ باكرا فرحا يقول اليوم عيد الأم"، تجيبه شيرين " لكن ماما بالسجن وما راح نقدر نحتفل بعيد الأم". فأجابها نعيم ببراءة: "خلينا (دعينا) نذهب لها ونحتفل". تتنهد الشابة وتقول: "اليوم صعب جدا ولكن هذا الحال كتب علينا بفعل الاحتلال، نصبر ونقول لها (كل عام وأنت بألف خير يا ست الحبايب)". وشيرين (17 عاما) طالبة في الثانوية العامة باتت مسؤولة عن أشقائها الخمسة، بعد اعتقال والدتها في 28 مايو/ أيار 2014. وتقول: "نعيش مع جدتي العجوز، بعد اعتقال والدتي حيث يعتقل والدي أيضا". وتتابع الفتاة: "العام الماضي احتفلنا بعيد الأم، كان يوما مميزا لعائلتنا لكن اليوم الحال يختلف". وسماهر تقبع في سجن "هشارون" الإسرائيلي ولم يصدر بحقها حكما حتى اليوم. تتنهد الفتاة وتقول: "لا يوجد أي وسيلة اتصال بيننا وبين والدتي، ننتظر محاكمتها نهاية الشهر الجاري، ونأمل الإفراج عنها". وتواصل الفتاة حديثها: "غياب الوالدة عن البيت أمر صعب للغاية، بتنا نتدبر أمورنا بأنفسنا مع مساعدة أقاربنا، لكن الأم ركيزة البيت". والدة سماهر، الحاجة فاطمة عثمان (65 عاما) أم لثلاثة أسرى وأسيرة، تقول لمراسل الأناضول: "أقول بهذا اليوم الله يرضى عليهم وإن شاء الله الفرج قريبا". وتضيف: "وصيتي لهم الصبر والإيمان". وتعتقل إسرائيل نجلها عبد الرحمن منذ العام 2006 وحكم عليه بالسجن المؤبد، فيما اعتقل نجلاها أحمد ونزيه العام الماضي ولم يصدر بعد حكما بحقهم. وتعتقل إسرائيل 20 أسيرة فلسطينية في سجونها بحجة قيامهن بأعمال أمنية ضد أهداف إسرائيلية. حال عائلة الأسيرة سماهر لا يختلف عن حالة عائلة الأسيرة ياسمين شعبان 23 عاما، من بلدة الجلمة قرب مدينة جنين شمال الضفة الغربية. مصطفي (13 عاما) نجل الأسيرة يقول للأناضول: "كان يوما صعبا، كل أصدقائي قدموا الهدايا لوالدتهم، بينما نحن لم نستطيع حتى التحدث معها هاتفيا". ويضف الشاب: "أقول لها كل عام وأنت بألف خير، أنت بيننا رغم اعتقالك". وتعتقل إسرائيل الأسير ياسمين منذ تاريخ 3 نوفمبر 2014، ولم يصدر حكما بحقها حتى الآن، وتقبع في سجن هشارون وسط اسرائيل. ويحتفل العالم بعيد الأم، في 21 مارس من كل عام.