شهدت مدينتا عين صالح وتمنراست لجنوبي الجزائر أعمال عنف ومواجهات طيلة اليوم الأحد، بين قوات الشرطة والدرك، ومحتجين يطالبون بوقف التنقيب عن الغاز الصخري في المنطقة. وقال عضو اللجنة الشعبية لمناهضة الغاز الصخري من تمنراست تاقي عبد الرحمن لوكالة الاناضول "أصيب ما لا يقل عن 20 شخصا في المواجهات التي بدأت ظهر يوم الأحد في مدينة تمنراست بين الشرطة والمحتجين الرافضين لاستغلال الغاز الصخري وذلك بعد غلق المحتجين للطريق الدولي الرابط بين الجزائر والنيجر". وأضاف المتحدث أن "الشرطة الجزائرية أوقفت شخصين في المدينة". من جانبه، قال لماني خالد عضو المجلس المحلي في تمنراست لوكالة الأناضول إن "المواجهات هدأت عصر اليوم بعد أن تمكنت قوات الشرطة من فتح الطريق". وأضاف أن "الشرطة تدخلت لفتح الطريق الذي يعد شريان الحياة في محافظة تمنراست، جنوبي البلاد". وفي مدينة عين صالح، تواصلت المواجهات طيلة ساعات النهار يوم الأحد بعد محاولة محتجين رافضين لمشاريع استغلال الغاز الصخري العودة للاحتجاج في ساحة المدينة الرئيسية . وقال عثمان طاهر عضو لجنة الحوار بين السلطات والمحتجين التي تشكلت لمحاولة وقف العنف في المدينة لوكالة الأناضول "سجلنا إصابة 40 شخصا بجروح بسيطة، وأصيب أيضا 18 شرطيا، وعنصر درك أثناء المواجهات التي استمرت لأكثر من 8 ساعات اليوم ". وتابع "وقد اتفقنا مبدئيا على فض الاعتصام الذي تواصل شهرين كاملين عل أن يسمح للمواطنين بتنظيم مسيرات سلمية في شوارع المدينة في النهار فقط ويعد هذا اتفاقا للتهدئة لمنع تجدد المواجهات بين الشرطة والدرك والمحتجين". وشهد محيط حقل للنفط تديره شركة أمريكية في مدينة عين صالح مواجهات بعد ظهر يوم أمس السبت امتدت إلى مدينة عين صالح. وقال الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، الثلاثاء الماضي، في رسالة للجزائريين بمناسبة ذكرى تأميم المحروقات (تأممت عام 1971) "إنه يجب الاستفادة من الطاقات التقليدية وغير التقليدية والطاقات المتجددة المتوفرة في البلاد مع الحرص على حماية صحة المواطنين والبيئة". وتابع: "النفط والغاز التقليدي والغاز الصخري والطاقات المتجددة كلها هبة من الله ونحن مناط بنا حسن تثميرها والاستفادة منها" في إشارة منه إلى رفض التراجع عن المشروع." وبوتيرة يومية، تشهد محافظات الجنوب الجزائري مند نهاية ديسمبر/ كانون الثاني الماضي، مسيرات تطالب بوقف استكشاف واستغلال الغاز الصخري، ونظمت الثلاثاء الماضي أحزاب معارضة احتجاجات في ذكرى تأميم الصناعة النفطية بالجزائر، والذي يصادف 24 فبراير/شباط 1971. وتحتل الجزائر المرتبة الثالثة عالميا بعد الصين والأرجنتين من حيث احتياطات الغاز الصخري، بحسب تقرير صدر العام الماضي عن وزارة الطاقة الأمريكية حول احتياطات الوقود غير التقليدية. وبحسب التقرير ذاته تبلغ هذه الاحتياطات 19.8 مليار متر مكعب، وتقع في أحواض مويدير وأحنات وبركين وتيميمون ورقان وتندوف، جنوبي البلاد.