قال "قاري دين محمد"، المتحدث باسم زعيم حركة طالبان الأفغانية الملا عمر، إن الحركة جاهزة للتفاوض مع الحكومة الأفغانية، وإنه من المتوقع بدء المفاوضات بين الجانبين الأسبوع المقبل، في العاصمة الأفغانية كابول. جاء ذلك في اتصال هاتفي أجراه مراسل الأناضول مع محمد، بعد عودته إلى قطر من العاصمة الباكستانية إسلام آباد التي أجرى فيها لقاءات سرية مع مسؤوليين باكستانيين. وأشار محمد إلى أن المشاورات مستمرة داخل الحركة، وأن اختيار المشاركين في الوفد التفاوضي سيكون بيد الملا عمر، دون أن يدلي بتصريحات حول ما سيتضمنه جدول المفاوضات. بدوره أكد مستشار رئيس الوزراء الباكستاني للأمن القومي والشؤون الخارجية "سرتاج عزيز"، لمراسل الأناضول، إجراء لقاءات سرية في باكستان بخصوص التسوية السياسية في أفغانستان، قائلا إن باكستان تقوم بدور مساعد للتوصل لتسوية سياسية في أفغانستان، ولا تلعب دورا آخر بخلاف ذلك، مشيرا إلى عدم إمكانية منح المزيد من المعلومات عن الموضوع، لكونه سريا في الوقت الحالي. وأعرب عزيز عن اعتقاده بضرورة اعتراف الحكومة الأفغانية بحركة طالبان كقوة سياسية، مضيفا "حركة طالبان تحارب منذ سنوات، وأعتقد أنهم أيضا قد أصابهم التعب. يمكن أن يتم إشراكهم في الحكومة الأفغانية، كأن يمنحوا مثلا عددا من مناصب الولاة". وأشار عزيز إلى لقاء وفد صيني مع قاري دين محمد في قطر العام الماضي، ومن ثم توجه وفد من شخصين برئاسة محمد إلى بكين في نوفمبر الماضي. ووفقا لمعلومات حصلت عليها الأناضول من مصادر دبلوماسية، فقد أُجريت ثلاث جولات من اللقاءات السرية بين قاري دين محمد ومسؤولين في المخابرات الباكستانية في بيشاور وإسلام آباد، أسفرت عن قبول حركة طالبان بدء مفاوضات مع الحكومة الأفغانية، وتبع ذلك توجه رئيس أركان الجيش الباكستاني الجنرال "راحيل شريف" إلى كابول في 17 فبراير/ شباط الماضي، لإطلاع الحكومة الأفغانية على قرار الحركة، ولبحث العوامل التي يمكنها التأثير سلبا على المفاوضات. وقالت مصادر من طالبان أفغانستان، للأناضول، إن الصين لعبت دورا هاما من وراء الستار في المفاوضات مع طالبان أفغانستان، حيث أقنعت الحركة بقبول الحكومة الأفغانية الجديدة التي شُكلت بعد الانتخابات. وأكد السفير الباكستاني السابق في كابول "عزيز أحمد خان"، لمراسل الأناضول، على أهمية الدور الصيني في التسوية السياسية في أفغانستان، قائلا إن الصين تقوم بهذا الدور بدعم من الولاياتالمتحدةالأمريكية، وأن طالبان تثق في الصين ما يمكنّها من لعب دور محايد. كما أشار خان للإسهامات الصينية الكبيرة من أجل إعادة بناء أفغانستان، وتنميتها اقتصاديا. وقال الصحفي "طاهر خان"، المهتم بشؤون حركة طالبان، لمراسل الأناضول، إن أول مطالب الحركة سيكون خروج جميع الجنود الأجانب من أفغانستان، وإطلاق سراح المعتقلين، ورفع حظر السفر. وأشار خان إلى وجود معارضين لمفاوضات السلام داخل الحكومة الأفغانية، وداخل حركة طالبان على حد سواء.