كيف بدأ التطبيع الاقتصادي بين مصر وإسرائيل، سؤال يتبادر إلى أذهان الكثيرين، الإجابة عنه يملكها اللاعبون الرئيسون ممن هم على صلة وثيقة بهذا الملف، ومن بينهم رجل الأعمال الإسرائيلي وولتر ارفيف، الذي قام بتنظيم رحلات بين مصر وإسرائيل في أعقاب إبرام معاهدة السلام في عام 1979، كاشفا عن دور جيهان السادات قرينة الرئيس الراحل أنور السادات في سفر 40 يهوديا مصريا إلى تل أبيب. وولتر ارفيف إسرائيلي ولد بتونس وتربى بليبيا، هو صاحب شركة طيران كندية، كما أنه شريك بشركة تموين تقوم بإرسال المواد الغذائية لجيوش حلف الأطلسي "الناتو" في أفغانستان وتملك 17 محلا للبيتزا بأفغانستان، كما يملك شركة أخرى تعمل في مطارات بغداد والبصرة وأربيل العراقية. ويروي أرفيف لصحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية، كيف روادته فكرة تنظيم رحلات بين مصر وإسرائيل وحت قبل عقد اتفاق السلام: "في العام الذي زار فيه الرئيس المصري الأسبق أنور السادات القدس (1977) بدأت في إجراء علاقات مع القاهرة من خلال شركة (بان آم) الأمريكية للطيران". وقال إن "عميل تلك الشركة بمصر كان صاحب مكتب سفريات اتصلت به، واتفقنا على الالتقاء بباريس وتمت المقابلة بأحد فنادقها هناك"، ليقرر الاثنان إقامة تعاون اقتصادي لتطوير السياحة بين مصر وإسرايل ومن ثم بدأ ارفيف في تنظيم أول رحلة سياحية من إسرائيل لمصر. وكانت البداية كما يقول أرفيف حين "اتجهت لأحد أصحاب اليخوت وقمت بتأجيره منه وأحضرت معي 20 مسافرا كلهم أجانب، وبدأت رحلتي على خط تل أبيب بورسعيد . خرجنا من الميناء دون إذن ولم نعرف كيف سيستقبلنا المصريون، لحسن الحظ استقبلونا بالترحاب. كان نجاحا مذهلا، بعدها قمت انا ومكتب السفريات (في بي تورس) بتنظيم رحلات سياحية بالأوتوبيسات من تل أبيب للقاهرة، وحصلنا على إذن لتمثيل شركة "نفرتيتي" الجوية المصرية بإسرائيل التي بدأت رحلاتها على خط القاهرة تل أبيب". وبحسب "هاآرتس" فإن هذا الرجال كان مسئولا عن زيارة أكثر من 100 ألف اسرائيلي "محبين للسلام" إلى مصر كما عمل على تنظيم زيارة أول 40 يهوديا مصريا لإسرائيل، الأمر الذي نجح على الرغم من الصعوبات بفضل تدخل جيهان السادات قرينة الرئيس الراحل أنور السادات، بعد أن تعرف عليها بعد مشاركته في حفل موسيقي لفرانك سيناترا. وبفضل الشريك المصري لرجل الأعمال الإسرائيل، تعرف الأخير على رجل أعمال سعودي يملك سلسلة من الفنادق والذي اقترح أن يتعاون الثلاثة لإحضار حجاج مسلمين من جنوب أفريقيا إلى مكة ومن هناك للقدس، لكن "الفكرة فشلت بعد ذلك لعدم تمكنهم من نقل عدد كاف من الحجاج جوا وتم حل الشراكة بينهم". وقالت الصحيفة العبرية إن القوة متعددة الجنسيات المسئولة عن حفظ السلام بين مصر وإسرائيل منذ توقيع كامب ديفيد كانت "الزبون" التالي لارفيف. وقدم لجنودها خدمات من بينها الإقامة في الفنادق.