صار حسن شحاتة ملك الملاعب بلا منازع، أو هو رئيس جمهورية اللعب بامتياز، فقد توجه الشعب المصري البائس رئيسا إلى أجل غير مسمى في هذه الجمهورية السعيدة التي يحظى مواطنوها بالاحترام والتقدير وملايين الجنيهات بدءا من حراس المرمى حتى حاملي الرايات والصفارات، وأصحاب الحناجر الزاعقة في التعليق على المباريات ! حسن شحاتة مدرب المنتخب القومي نال شعبية غير مسبوقة، وصار أكثر شهرة لدى الجماهير الغفيرة التي طلقت السياسة بالثلاثة، وانغمست في متابعة الكرة الساحرة؛ وهى تتحرك في اتجاه الشمال أو اتجاه الجنوب، وتخفق قلوبهم كلما اقتربت من شباك المرمى في اللقاءات المحلية أو الدولية.. طمعا في تسديد هدف أو خوفا من تسديده! وقد عرفت السلطة السياسية كيف تستغل لعبة كرة القدم استغلالا جيدا، فهي على يقين أن الناس قد كرهوا أنفسهم بسبب ما يعانونه من متاعب في حياتهم اليومية والإنسانية، ومن شظف العيش وقسوة الواقع، ومن إخفاق ذريع للسلطة على مدى نصف قرن أو يزيد في إدارة شئون البلاد والعباد، و قد عرفت أن الكرة الساحرة خير من يلهيهم عن واقعهم ويغيبهم عن حياتهم، وينسيهم العناء والألم، فجعلت لها " جمهورية " واسعة الأركان تشمل أرض مصر كلها، ومن المفارقات أن هذه "الجمهورية " تحظى بديمقراطية غير مسبوقة، أو هي تعيش أزهى عصور الديمقراطية بحق، فمجالس إدارات الأندية والمنتخب تتم في شفافية كاملة، ولايمكن إحداث تزوير فيها، ولادفع مبالغ للناخبين، وتقوم الشرطة بالحراسة وتحقيق الأمن كما ينبغي، ولا تستخدم الغازات المسيلة للدموع، ولا تمنع المصوتين من الوصول إلى اللجان ولا تطلق عليهم الرصاص الحي أو المطاطي، ويقبل المرشحون بالنتائج أيا كانت، ويتعرض المسئولون المنتخبون لانتقادات عنيفة في الصحف، وتتم محاسبتهم على ما ينفقونه، وتحظى جمهورية اللعب في كل الأحوال بدعم مالي كبير، وسيولة نقدية في كل الأوقات، ويكفي أن السلطة السياسية – وفقا لبعض الروايات – دبرت خمسين مليونا من الجنيهات على نحو عاجل، تم صرفها فورا لمكافأة اللاعبين في نهائي كأس الأمم الإفريقية مؤخرا، ومعهم الإداريون وأطقم التحكيم، وكل من أسهم ولو بنصيب ضئيل في تحقيق النصر التاريخي(!)على ساحل العاج، تلك الدولة الإفريقية التي تحررت بمعرفة مصر في عهد عبد الناصر ! جمهورية اللعب برئاسة فخامة الرئيس حسن شحاتة، تنتمي حضاريا إلى " الفراعنة " " ولا أدري لذلك سببا اللهم إلا إذا كانت متأثرة بجمهورية عموم مصر العربية التي تقف من الإسلام موقفا غريبا، فتجعل حورس مثلا رمزا لشركة الطيران الوطنية، وتسمى مجلتها بالاسم ذاته، وتعلى من شأن آمون ونفرتيتي، وإيزيس وأوزوريس، وتقدم نفسها للسياح بأنها وريث خوفو وخفرع ومنقر ع، ولا تشير إلى انتمائها الإسلامي بكلمة أو إشارة .. جمهورية حسن شحاتة أعلنت عن نفسها جمهورية فرعونية دون أن تعلم أن " الفرعونية " و" الفرعنة " وصمة عارفي جبين الإنسانية, وقد وصف القرآن الكريم فرعون والفراعنة(أي قوم فرعون من جنوده وأنصاره وكهنته وحاشيته، وليس الشعب المصري)بأوصاف لا تسر, هناك عشرات لآيات التي تصف فرعون وقومه بأوصاف تجعل الانتماء للفرعنة عارا يجب الهروب منه:"إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعا "، "انه كان من المفسدين " ، " وفرعون ذي الأوتاد ، الذين طغوا في البلاد ، فأكثروا فيها الفساد " " انه كان عاليا من المسرفين "... أما قوم فرعون فقد وصفهم الحق سبحانه في ثلاث آيات بأنهم كانوا قوما فاسقين أو قوم سوء فاسقين.. هذا هو الميراث الذي تفخر به جمهورية حسن شحاتة، وهو ميراث مليء بالظلم والفسق والسوء والطغيان.. فأي انتماء يريدوننا أن نلحق به ؟ إن جمهورية الفراعنة التي تصرف خمسين مليونا لمجموعة اللاعبين والمحظوظين، وفي الوقت نفسه تضطر لسن قانون أو تشريع من أجل صرف ثلاثة ملايين لألف شهيد من غرقى العبارة السلام 98، لهى جمهورية ظالمة، عريقة الظلم، خاصة أنها لم تتحرك لسن هذا التشريع إلا بعد صراخ الأمة في صحفها غير الحكومية ومنتدياتها الشعبية لمحاولة التغطية علي الفجيعة القومية التي تناساها الإعلام الفرعوني والصحافة الفرعونية والاحتفالات أو المهارج الفرعونية ! هنيئا لفخامة الرئيس حسن شحاتة الذي حظي بثقة الجماهير الفرعونية.. وتسقط الفرعونية إلى الأبد!! [email protected]