وصل اللواء لول رواي كوانغ، المتحدث باسم الجيش الشعبي المعارض في جنوب السودان، إلى العاصمة جوبا، بعدما أعلن أمس انشقاقه عن المتمردين. وقال رواي، في تصريحات للصحفيين بجزبا اليوم الخميس، "عدت إلى جوبا عاصمة البلاد بحثا عن السلام، وأنا سعيد لعودتي بعد عامين، أنا هنا من أجل السلام، لقد أخذت الحرب منا وقتا طويلا". وأعلن كوانغ، أمس في مؤتمر صحفي بنيروبي، انشقاقه عن حركة التمرد التي يقودها ريك مشار نائب رئيس جنوب السودان السابق، ليكون حركة جديدة بقيادته تحت مسمي "حركة جنوب السودان للمقاومة". وقال كوانغ "أعلنا عن حركتنا الجديدة بعد أن شعرنا أن ريك مشار غير جاد في تحقيق السلام وانهاء معاناة شعب جنوب السودان". واضاف "سنحدث تأثيرا على أرض الواقع لان مناطق تواجد قواته في ولاية جونقلي شرقي جنوب السودان لم يسبق ان سيطرت عليها القوات الحكومية طوال فترة الحرب التي استمرت لعام وأكثر". ورفض الإفصاح عن أعداد الجنود الذين انشقوا معه، قائلا للصحفيين "سأعطيكم التفاصيل لاحقا". وقال "بالنسبة للانتهاكات التي وقعت نري أنه يجب أن تتم محاسبة الذين قاموا بارتكاب جرائم الحرب خلال الفترة السابقة" . وشدد رواي علي أن حركته ليست جزءا من حكومة جوبا، وقال "إنما هي حركة مستقلة ستبحث مع الحكومة سبل التوصل إلى سلام". وكان اللواء كوانغ قد اعلن امس بالعاصمة الكينية نيروبي عن تكوين حركة جديدة بقيادته تحت مسمى (حركة وجيش جنوب السودان للمقاومة)، في الوقت الذي اتهم فيه اللواء المنشق ، الطرفين، الحكومة والمتمردين، بعدم الجدية في التوقيع على اتفاقية السلام وعدم احترام اتفاق وقف اطلاق النار. وأكد أن حركته ملتزمة بوقف اطلاق النار مع الحكومة وأن قواته ستدافع عن نفسها فقط اذا تم الهجوم عليها. وقال رواي إن حركته "تهدف إلى خوض حوار منفصل مع الحكومة برؤية تستند على مطلب تأسيس ولاية بمنطقة أكوبو الكبرى". وأضاف أن "القيادة الانتقالية لحركة جنوب السودان للمقاومة تدعو كافة أبناء وبنات منطقة اكوبو الكبرى – شرقي جونقلي الواقعة شرقي جنوب السودان- للوقوف خلف مطالب تأسيس ولاية في المنطقة". وفي مطلع فبراير/شباط الجاري، وقّع رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت، ونائبه السابق ريك مشار الذي يقود المتمردين اتفاقًا مبدئيًا في أديس أبابا، ل"تقاسم السلطة ووقف كافة العدائيات" لإنهاء الأزمة الدائرة في بلدهما منذ أكثر من عام، على أن تستأنف المفاوضات بين الطرفين لاستكمال القضايا التفصيلية للاتفاق النهائي في 20 فبراير/شباط الجاري. ومنذ منتصف ديسمبر/ كانون الأول 2013، تشهد دولة جنوب السودان، التي انفصلت عن السودان عبر استفتاء عام 2011، مواجهات دموية بين القوات الحكومية ومسلحين مناوئين لها تابعين لريك مشار النائب السابق للرئيس سلفاكير ميارديت، بعد اتهام الرئيس لمشار بمحاولة تنفيذ انقلاب عسكري، وهو ما ينفيه الأخير.