تفشى في العالم محاولات الجماعات المتشددة كتنظيمات إرهابية التي تزعم ارتباطها بالإسلام، والذي أكد الجميع أن الإسلام منها براء، لذا انتهجت مصر نهجًا جديدًا في المحاربة إلى جانب المحاربة المادية وأخذ بجانبها المحاربة المعنوية والتي بنيت على أساس سلاح تجديد الخطاب الديني الذي تغلغلت فيه عدة أفكار تشددية وتسببت في ظهور جماعات مسلمة بغير إسلام، ورأى الأزهر جنبًا إلى جنب مع الأوقاف أن الأمر يحتاج إلى العودة للقرآن وحفظه في "الكُتاب" المكان الذي كان سببًا في نشر الدين الوسطي في القرن الماضي. من جانبه أكد الشيخ علي المهدي، وكيل وزارة الأوقاف، أن الكُتاب عبارة عن حلقات يتم من خلالها تحفيظ القرآن بكل معانيه للنشء، فضلًا عن أن الأطفال من سن 3 سنوات حتى سن الجامعة سيحفظ القرآن عن كسب من خلال الكُتاب، موضحًا أن البداية يجب أن تكون بحفظ القرآن وفهم تعاليمه، لكون تحفيظ القرآن سينشأ أولادًا معتدلين فكريًا بعيدين كل البُعد عن التطرف. وأكد «المهدي» أن الكُتاب سيثري المجتمع بحفظة القرآن، لأنه سيبعد الكثيرين عن التطرف والكره للدولة ولا ينشأ أشخاصًا يعادون الوطن ويكرهون النظام. وأضاف «المهدي» أن الأزهر والأوقاف يقومان بترتيب الأوراق للبدء في خطوات إعادة الكتاتيب في ربوع مصر وسيعمل على إبعاد شيوخ الكُتاب الذين لديهم أفكار متطرفة أو بها غلوٍ وإرهابية حتى لا يستطيعون السيطرة على عقول النشء.
وحسبما قال الرئيس السيسي في خطابه يوم احتفال بالمولد النبوي الماضي، إن الأزهر الشريف بدأ في الثورة الدينية الفكرية للتجديد الذي ينتظره المسلمون على رأس كل 100 عام بعد أن أصبحت الأفكار قديمة لا تناسب وتحولت إلى مقدس يراق من أجله الدماء ومس سمعة المسلمين وهدد علاقتهم بالآخر. وبدوره بدأ الأزهر بالخطوات التي ستتخذ في تجديد الخطاب الديني، والذي بدأ بالعودة لأولى طرق التعلم التي تعود للقرن الماضي، وهى الكُتاب الذي تربى عليه عددًا ليس بقليل من العظماء المصريين ومنهم رفاعة طهطاوي والشيخ الشعراوي والكثير من الشيوخ والعلماء والأدباء. الكُتاب هو تلك الحلقة العلمية التي تقتصر على تعريف الأبجدية ومعرفة وحفظ القرآن الكريم الذي من ناحيته ستبنى كل ما يتعلق بالدين أي بالدستور الرباني والذي من خلاله سيتم اتباع الجديد والجديد من الخطاب الديني بالعودة للأصول الدينية التي أنشأت الدين الوسطي في القرن الماضي.