السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أميمه يا بنتى..ربنا يعلم مدي حبي لك وتقِديري لأرائك السديدة رغم أني في سن والدتك تقريبا، ولذلك فضلت مشورتك بعد الحيرة التي أعانيها ومرارة القلق والألم، واسمحيلي أن أروي لك القصة.. أنا أم مسنة علي المعاش، وكنت موجهة بالتربية والتعليم، وكنت أعيش في مستوى مادي ميسور إلي حد ما..لي ابن وحيد، عشت لأربيه بعد وفاة والده وهو صغير، وعانيت كثيرا، تزوج ابني منذ حوالى 18 سنة من فتاة غير مصرية كانت تدين بالديانة الدرزية، وهي من عائلة كبيرة وغنية في بلدها هناك.. ولكنها والحمد لله بفضل ابنى بعد الله دخلت الإسلام وهى مقتنعة، وحفظت كثير من القرآن الكريم، وتشارك في أعمال الخير للمسلمين، وأنجب منها 3 بنات مثل القمر ما شاء الله، الكبيرة الآن 15 سنة، ولكن أراد الله أن يختار والدهن من حوالى 7 سنوات، ومن يومها وأنا وأمهم دائما في سباق مع المعيشة لتعليم الفتيات تعليما أزهريا، ولكن نظرا لأن والدتهن تعانى مرضا يحتاج لكثير من العلاج هى والبنت الصغري التى ورثته عنها، ووالله لقد ضاق بنا الحال لدرجة كبيرة رغم راتبها البسيط علاوة على معاشي.. الطامة الكبري يا بنتى أن أمهم من ضيق الحال لجأت منذ عام تقريبا لأهلها، وبدأت تراسلهم وتطلب من إخواتها أموال، ولكنهم يساومونها على الرجوع وأن تعود إليهم هى والبنات، ولكنها مذبذبة، البنت الكبري ترفض وتعي تماما لأهداف أخوالها أما الصغيرات من شدة الظروف الصعبة والحرمان متحمستان جدا بل وتلحان على أمهن، وأشعر أن إخواتها أغروها بالمال وبأنهم سوف يقومون بعلاجها هي وابنتها الصغري وعمل عملية لهما بالخارج لأغراض أخري!!، وعندما أتحدث معها تقسم لي بأنها لا تهتم بكثرة الأموال ولا المعيشة المرفهة معهم ولكن كل ما يهمها هو الستر والمعيشة الكريمة التي نفتقدها وعدم مطالبة المعارف وإلحاحهم في طلب الأموال التي استدناها منهم، لأننا بالفعل نشعر بحرج شديد منهم، بالإضافة إلي ضيق العيش وحاجة الفتيات للتعليم والعلاج والأكل الصحي علي الأقل.. أنا مرعووووبة من سفرهن، فبغض النظر عن أنهن سيتركونني وحيدة وهم كل أملي الذي أعيش عليه في الدنيا.. لكن خوفي الشديد من إرتدادهن عن الإسلام! وهي الأمانة التي تركها الأب لي قبل وفاته، رغم تأكيدهن لي وقسمهم بالمحافظة علي دينهن الإسلام، بعد مصارحتي لهن بحقيقة تخوفاتى عليهن جميعا! ولكنهن في نفس الوقت لا يردن السفر بدون موافقتى لأنهن وأمهن يحببنى كثيرا والحمد لله ويخفن علي صحتي...لكن أنا مخنووووقة يا أميمه يا بنتى ولا أستطيع التصرف، فأنا مسنة ومريضة وليس لنا بعد الله من أهل هنا حتي يقفوا بجوارنا، وحتى المعارف والأهل من بعيد لا يهتمون بنا خوفا من تحمل مسئوليتنا المادية.. فأرجو أن تعطي لي رأيك القويم.. فخوفي وصل لدرجة أننى عرضت عليها الزواج من مصري ولكنها رفضت الفكرة بشدة وخاصة أنها مريضة جدا، وبررت موافقتها على السفر لأنها تخاف أن نتوفي أنا وهي ويتعرض البنات للإهانة والضياع هنا لا قدر الله، وللأمانة أنا أيضا أخاف علي البنات لنفس السبب.. فهل أسلم أمري لله وأوافق علي سفرهن بسبب إلحاحهن؟ أم أصر علي رفضي؟ (الرد) وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. أولا: لقد وصلتني هذه الرسالة بعد عدة رسائل كان لها عليّ حق النشر لأسبقية الإرسال، ولكن فاليسامحني أصحابها لتقديم هذه الرسالة عليهم نظرا لأهمية وخطورة الموضوع !!! ثانيا: أهلا بك يا أمي نورتي الباب ولشرف لي إستشارتك لرأيي المتواضع.. وإننى للأسف كاد قلبي أن ينفطر عليكن جميعا وعلى ما آل إليه حال كثير من المسلمين والمسلمات في بلد يفترض أنه إسلامي !!!!!!!! وأعلم أن وضعكن صعبا، وخاصة أننى حتى لو راسلت واستغاثت بأيا من الجمعيات الخيرية الحالية، فنظرا للظروف الاقتصادية التي تمر بها البلد فلن تجدي مساعدتها لكن وخاصة مع مرض الأم والبنت وحاجتهما لكثير من العلاج وإجراء عمليات!.. ولكن كل ما أرجوه منك يا أمي أن ترفضي تماما فكرة سفرهن، وخاصة أنهن يخفن علي صحتك وشعورك من أن يفعلن مالا ترضين عنه، فمهما عانيتن هنا من مرارة الفقر والعوز إلا أنه للأسف فمخاوفك صحيحة من إحتمالية كبيرة جدا لإرتداد الفتيات الصغيرات على الأقل عن الإسلام، حتى ولو تمسكت به الأم، فالبنات لايزلن صغيرات والتأثير عليهن سهل ويسير في ظل مغريات مادية كبيرة وكثيرة ومباهج زائفة وزائلة سوف تعرض عليهن وتقدم لهن.. وحاولي أن تتحدثي كثيرا لهن وأن تذكري لهن قصص ونماذج صبر فيها أصحابها على الابتلاءات والفقر ومع الصبر والتمسك بدين الله وكثرة اِلاستغفار والدعاء لله تعالي فقد فرج الله كروبهم وأغناهم بعد فقرهم ومنّ عليهم بالكثير من فضله عز وجل.. ولتكونى على ثقة من أن الله سيدتى سيفرج همكم، وسيعوضك عن فقدك لابنك وصبرك علي تربية اليتيمات أنتِ وأمهن خيرا كثيرا، وسيعوضكن بقلوب رحيمة من أهل الخير والقدرة المادية على إغاثتكن ومساعدة الصغيرات حتى يصلن لبر الأمان إن شاء الله.. وإننى لأشارك معكن النداء لهؤلاء الكرام الأبرار من مصر وخارج مصر، لنجدة أخواتنا المسلمات والحفاظ عليهن وعفتهن ومساعدتهن علي قضاء ديونهن وعلاج المريضات وإنقاذهن من ذل الحاجة والفقر وطلب الدائنين لهن برد الديون، حتي نحافظ معا على أعراض المسلمات ونحميهن من شبح الارتداد عن دين الله، عافانا الله وإياكم وسترنا جميعا وستر فتيات الأمة فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليه.ِ
للتواصل.. وإرسال مشكلتك إلى الأستاذة/ أميمة السيد عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. ...............................................................................
تنويه للقراء: لقد خصصت مساحة مميزة لقرائى الكرام من صفحتى يوم الأحد من كل أسبوع، من جريدة المصريون الورقية، لكل من يريد أن يشارك ويفتح قلبه بنصيحة أو كلمة مفيدة، ليشارك معى بكلمات هادفة، فليتفضل بإرسالها لى عبر الإيميل المخصص للباب، مرفقة باسمه وصورته الشخصية، لنشرها بصفحة "إفتح قلبك" تحت عنوان فقرة "قلب صديق"...أرحب بمشاركتكم وتواصلكم معى. ...................................................................
تذكرة للقراء: السادة القراء أصحاب المشكلات التى عرضت بالموقع الإلكترونى.. على من يود متابعة مشكلته بجريدة المصريون الورقية فسوف تنشر مشكلاتكم تباعاً بها يوم الأحد من كل أسبوع..كما تسعدنا متابعة جميع القراء الأفاضل.