وقفت وزارة الطاقة الجزائرية وشركة الطاقة الحكومية (سوناطراك) المفاوضات مع شركتين أمريكيتين، حول إنجاز حقل للغاز الصخري، جنوبي البلاد، عقب احتجاجات رافضة للمشروع شهدتها عدة مدن منذ أسابيع. وقال مصدر بوزارة الطاقة الجزائرية لوكالة الأناضول: "أوقفنا في نهاية شهر يناير/ كانون الثاني الماضي المفاوضات مع شركتين أمريكيتين متخصصتين (لم يذكر اسمهما) بشأن إنجاز حقل لبدء تجارب استغلال الغاز الصخري، بسبب الرفض الشعبي لاستغلال الغاز الصخري". وأوضح المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن المفاوضات أُوقفت بناء على أمر من الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، صدر في اجتماع خصص لمناقشة الوضع في الجنوبالجزائري، إثر الاحتجاجات. وأشار المصدر إلى أن "وزارة الطاقة وشركة سوناطراك، لن تعود للتفاوض مع أي شركات نفط دولية، إلا بعد صدور أمر جديد من الرئيس بوتفليقة حول الملف". في ذات السياق، قال خيراني جمال الدين، وهو مسؤول سابق في مشروع للغاز الطبيعي بشركة سوناطراك في الجنوبالجزائري، لوكالة الاناضول: إنه "من الواضح أن الحكومة قررت وقف عمليات البحث لاستغلال الغاز الصخري مؤقتا، حيث كان من المفترض أن تبدأ شركات أمريكية في العمل في منطقة عين صالح، إلا أن الحكومة تعهدت بوقف عمليات التنقيب وسحب آلات الحفر، وهو ما يعني تجميد المشروع ". وكانت هيئة التشاور والمتابعة للمعارضة الجزائرية (أكبر تكتل للمعارضة) دعت الأربعاء الماضي إلى وقفات احتجاجية يوم 24 من الشهر الجاري، لرفض مشروع استغلال الصخري في جنوب البلاد، رغم تطمينات سابقة للسلطات بأن ما يجري هو عمليات استكشاف لمخزون البلاد من هذه الطاقة. وتشهد عدة محافظات في الجنوبالجزائري احتجاجات يومية منذ أكثر من شهر، للمطالبة بوقف استغلال الغاز الصخري بسبب مخاوف من الضرر الذي تحدثه هذه الطاقة بالبيئة والمياه الجوفية. وقال الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة خلال ترؤسه مجلسا وزاريا حول التنمية في الجنوب يوم 27 يناير/ كانون الثاني الماضي، إن " استغلال الغاز الصخري في الجزائر ليس واردا في الوقت الراهن، وهناك سوء الفهم ومخاوف أثارتها التجارب الأولية بشأنه". وتابع: "في حال تبين أن استغلال هذه الموارد الوطنية الجديدة من المحروقات يشكل ضرورة ملحة لتحقيق الأمن الطاقوي للبلد على المديين المتوسط والطويل فإنه يتعين على الحكومة السهر بصرامة على ضمان احترام المتعاملين المعنيين للتشريع من أجل حماية صحة المواطنين والحفاظ على البيئة". وأشار تقرير لوزارة الطاقة الأمريكية حول احتياطات المحروقات غير التقليدية صدر العام الماضي إلى أن الجزائر تحتل المرتبة الثالثة عالميا بعد الصين والأرجنتين من حيث احتياطات الغاز الصخري. وبحسب التقرير ذاته تبلغ هذه الاحتياطات 19.800 مليار متر مكعب، وتقع في أحواض مويدير وأحنات وبركين وتيميمون ورقان وتندوف، جنوبي البلاد.