بداية أود أن أشكر الأستاذة أميمه السيد علي مجهودها الرائع والمفيد في خدمة القراء وأود عرض مشكلتي: المشكلة أني تزوجت من 3 سنوات ولم يشأ الله عز وجل أن نرزق بأطفال حتي الآن مع العلم بأنه لا يوجد مشكلات تمنعنا نحن الإثنين من الإنجاب.. منذ ما يقرب من عام ونصف وأصبح المحور الأساسي لحياتنا هو الإنجاب ولا شئ غير الإنجاب " طبعاً من ناحية زوجتي " أما أنا فالموضوع بالنسبالي قضاء وقدر والحمد لله متعايش معه إلي أنا يقضي الله أمراً كان مفعولاً، مع العلم أننا لم نقصر أبداً في الكشف أو التحليل لكل منا والحمد لله النتائج كلها جيدة إلي حد كبير.. مشكلة زوجتي أن كل حياتها أصبحت متوقفة علي الإنجاب فالمشاريع المستقبلية متوقفة تماماً، الزيارات العائلية تكاد تكون معدومة لأنها تشعر " بالخجل" من نفسها لأنها لم تحمل بعد، دائماً ما يزيد الإكتئاب في الأعياد والمناسبات السعيدة بدعوي أنها تود الحمل، حتي تأثرت أنا شخصياً وأصبحت مكتئباً ومنطوياً إلي حد كبير حتي في علاقاتي مع الأصدقاء وأصحاب العمل، ويعلم الله أني لا أدخر جهداً في المتابعة الطبية المستمرة وذلك بشهادتها هي، ويعلم الله أيضاً كم المجهود المبذول مني تجاه زوجتي حتي لا أشعرها بأي فراغ والذي يمثل ضغط نفسي ثقيل جداً علي لأني لا أتحدث مع أحد في هذا الموضوع فأصبح المطلوب مني هو أن أحزن داخلياً وأتظاهر أمامها بأني عادي جداً والموضوع بالنسبة لي لا يمثل أي مشكلة لأن خوفها تطور إلي التفكير في أنني قد أنفصل عنها بسبب قلة الحمل وأني متجاهلها ولا أشاركها أحزانها ولا أهتم بحدوث الحمل الذي لا دخل لي به من الأساس.. أعرف أن كل شئ بأمر الله وكل شئ بميعاد محدد منه عز وجل ولكني أصبحت مضغوط نفسياً بشكل غير عادي وأريد النصيحة عسي أن تفيديني بشئ ينفعنا سوياً والله المستعان. (الرد) لا شك في أن الإنسان عندما يكون منتظرا لشيء يتمناه فإن كل تركيزه يصبح نحوه ومساحات التفكير في عقله يستحوذ عليها ذلك الشيء المنتظر، وخاصة عندما تكون أشياء قدرية صرفة، كالإنجاب أو قدوم خطيب لفتاة أو انتظار عمل أو أي رزق في طى الغيب.. ولكن علي الإنسان أن يدرب عقله علي المرونة لتقبل البدائل والصبر مع السعي والأخذ بالأسباب مع الاندماج في المجتمع المحيط بشكل إيجابي، وإلا كانت الحياة توقفت تماما، لأن كل إنسان ينقصه الكثير ويتمنى وينتظر الأكثر.. وهنا يأتي دورك يا أخي الكريم بالنسبة لمشكلة زوجتك، فإنك البطل الرئيسي والأول في تغيير زوجتك حتي تستقر حياتك أنت معها ومع من حولك.. فعليك ألا تشعرها أبدا بأن هناك نقص في طبيعتها كزوجة وأنثي، وأنه أمرا عاديا بات يحدث كثيرا مع العديد من الأزواج والزوجات وهو تأخر الإنجاب، بل والكثير لم يقدر لهم الله أن يرزقوا بأطفال، ومع ذلك تجدهم يعيشون حياتهم بشكل طبيعيا للغاية ولهم أدوارا إيجابية وبناءة في إصلاح المجتمع والأمة.. أنت تقول بأنك لا تدخر وسعا في السعي واللجوء للأطباء بعد الله تعالى، وهذا جميل ومطلوب، ولكنك أيضا عليك أن تفكر وتراجع نفسك فيما يصدر منك من كلام أو أفعال موجهة لزوجتك بقصد أو بدون قصد، فهى لن تؤرق نفسيا وتشعر بأنها في مقاعد الاحتياط في حياتك إلا إذا وصلتها تلك الرسائل السلبية ربما بغير قصد منك، وأيضا لن تطمئن وتتجاهل نهائيا كلام المحيطين الذي هو ربما يكون غالبا غير مقصود من البعض ولكنها تتلقاه بحساسية مفرطة إلا إذا شعرت باحتوائك أنت أولا لها، ثم عليك أن تطلب منها أيضا ذلك الاحتواء، فأنتما الاثنين تمران بنفس الموقف ونفس المشاعر لنفس الموضوع..ولتحمدان الله يا أخي أنه لا يوجد مانعا عضويا أو مرضيا لديكما يعوق الإنجاب، ولذلك فإن الأمل كبير في إنجاب زوجتك إن شاء الله .. ثم عليكما بديمومة الدعاء والإلحاح علي الله عز وجل في كل وقت وخاصة في جوف الليل وثلثه الأخير، وصلاة الحاجة، وقرائة سورة يس بنية طلب الرزق بالذرية، ثم أكثروا من الاستغفار ودعاء سيدنا زكريا: (رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ).. وليعلم كل زوج و زوجة أن الرزق بأطفال ليس له علاقة بتمسك أى طرف بالأخر، فالحب بصدق والمعاملة الطيبة الحسنة والأخلاق الفاضلة والاهتمام والاخلاص ومراعاة الله عز وجل في الطرف الأخر، لهي أفضل طرق الاحتواء التى هي كفيلة بدوام المودة والحب والعشرة الطيبة التي تجعل كل طرف يستغني بشريكه عن الدنيا وما فيها وبما فيها الأبناء حتي لو رزقوا بهم.. وأدعو الله تعالى أن يرزقكم وكل من يتمنى ذرية صالحة ومعافاه، واجعل اللهم بيوتنا عامرة بذكرك ثم بمودة ورحمة دائمة، تصلح بها أحوالنا جميعا.
للتواصل.. وإرسال مشكلتك إلى الأستاذة/ أميمة السيد عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. ...............................................................................
تنويه للقراء: لقد خصصت مساحة مميزة لقرائى الكرام من صفحتى يوم الأحد من كل أسبوع، من جريدة المصريون الورقية، لكل من يريد أن يشارك ويفتح قلبه بنصيحة أو كلمة مفيدة، ليشارك معى بكلمات هادفة، فليتفضل بإرسالها لى عبر الإيميل المخصص للباب، مرفقة باسمه وصورته الشخصية، لنشرها بصفحة "إفتح قلبك" تحت عنوان فقرة "قلب صديق"...أرحب بمشاركتكم وتواصلكم معى. ...................................................................
تذكرة للقراء: السادة القراء أصحاب المشكلات التى عرضت بالموقع الإلكترونى.. على من يود متابعة مشكلته بجريدة المصريون الورقية فسوف تنشر مشكلاتكم تباعاً بها يوم الأحد من كل أسبوع..كما تسعدنا متابعة جميع القراء الأفاضل.