يقول الشيخ محمد شعلان مدير إدارة أوقاف مدينة قها بمحافظة القليوبية إن من أهداف الزواج الإنجاب. والتطلع إلي ذرية صالحة باعتبار أن البنبن زينة الحياة الدنيا كما قال الله سبحانه وتعالي: "المال والبنون زينة الحياة الدنيا" ولاشك أن الناس قبل وقتنا الحالي كانوا يشعرون بالأسي لو تأخرت فترة الحمل بالنسبة للزوجة.. وكان الشعور بالسعادة يملأ البيوت ساعة إعلان أن الزوجة قد صارت حاملاً خاصة في السنة الأولي التي تعقب الزواج. ولكن ظروف جدت علي المجتمع متعددة الجوانب غيرت من هذه التطلعات وجعلت الشعور بعبء المسئولية من وراء الإنجاب يزداد وصارت الأمور تقاس بمقاييس مادية من حيث السكن وسعته والدخل وقدره.. وكون الزوجة عاملة أو غير عاملة إلي غير ذلك مما جد واستحدث حتي تغيرت النظرة عند الكثيرين بالنسبة للإنجاب وأصبحنا نري بعض الأزواج يشترطون علي الزوجات قبل بناء عش الزوجية ألا يكون هناك إنجاب إلا بعد مرور عدة سنوات بحجة أن يتمتع الزوجان بحياتهما الخاصة فترة قبل أن يشاركهما في حياتهما ضيفهما القادم.. أو بحجة أن الإمكانات المادية لا تسمح بمسئولية الإنجاب من حيث النفقات المترتبة علي هذا الإنجاب. ولو أردنا أن نضع هذا في ميزان الدين لنستطلع رأيه لرأينا أن الدين لا يحرم تأجيل الحمل إذا كانت هناك ضرورة ملحة أو عذر بين.. والزوجان في هذه الحالة هما أدرا الناس بحالتهما وكان هناك تراض بين الزوجين علي هذا التأجيل.. المهم ألا يلحق تلك الرغبة أو هذا الاتفاق نية تبعث علي عدم الثقة في الله.. أو توحي بأن الآباء هم الذين يرزقون أبناءهم.. لأن قضية الرزق منتهية قبل أن يري الوليد نور تلك الحياة.. فكما يقدر الله عز وجل له أجله.. يقدر له رزقه وفق حكمة يعلمها اللطيف الخبير الذي يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر فالذي يمنع الحمل خوف الفقر في إيمانه ضعف. فالله هو الرازق ذو القوة المتين. وقد تكفل سبحانه برزق كل من يخلقه وما يخلقه حيث يقول عز وجل "وما من دابة في الأرض إلا علي الله رزقها". أضرار نفسية يضيف الشيخ سيد عمارة مدير إدارة أوقاف شمال القاهرة أما في حالة ما إذا كان التوجه إلي تأجيل الإنجاب مطلباً من جانب الزوج وحده.. بدون موافقة الزوجة فمن حق الزوجة أن تتضرر من عدم الإنجاب خاصة إذا انعكس ذلك علي نفسها بأضرار نفسية تهدد حياتها وتضعف صحتها. لأن ديننا الحنيف قائم علي أساس "لا ضرر ولا ضرار" والفيصل في هذا الأمر يمكن أن يقضي بينهما فيه الأقارب الصالحون من الطرفين لإقناعهما عما هو أفضل لهما. التأجيل لمرض وراثي يشير الشيخ سيد عمارة إلي أن الله سبحانه وتعالي شرع الزواج لحكمة عظيمة فيها خير للبشرية وإسعادها لما فيه من بقاء النسل حتي تستطيع البشرية أن تؤدي رسالتها التي استخلفها الله في الكون من أجلها وهي عبادة الله عز وجل وعمارة الأرض وإصلاحها والكشف عن خيراتها فالرسول صلي الله عليه وسلم يقول "تناكحوا تناسلوا فإني مباه بكم الأمم يوم القيامة". والزوج الذي منع زوجته من الإنجاب بحجة مرض وراثي يخشي أن يصل إلي أبنائه أقول له "ليس من حقك أن تمنع زوجتك من الحمل والإنجاب لأن هذه العوامل الوراثية المرضية أمكن للطب الحديث أن يعالجها والجنين في بطن أمه فيولد سليماً".